25-01-2020 11:57 AM
بقلم : علي الحراسيس
تقيم غدا اسرائيل "مناحة " صورية على انقاض ذكرى ما يسمى بمذابح الهولوكوست او المحرقة اليهودية التي يقال أن المانيا النازية ارتكبتها بحق اليهود في معسكرات اعتقال " اوشفيتز " وغيره في بولندا بحضور قادة 50 دولة من بينها رؤساء فرنسا والمانيا وروسيا وامراء انجلترا وممثلين عن الفاتيكان .
قادة اسرائيل يصرون دوما وبكل مناسبة على ممارسة ثقافة " اللطم والتباكي " في كل ذكرى تمر لتلك المذابح كلما شعر القادة بالعزلة الدولية وازداد سخط العالم على سياساتهم العنصرية وجرائمهم ضد الانسانية ، كما تهدف ايضا الى تذكير الاوروبيين بما ارتكبوه بحق اليهود بغية استمرار ابتزازهم وممارسة سياسة البلطجة ودفع الأتاوات ، وتسعى فوق كل هذا التغطية على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وتهجير اصحاب الارض ومصادرة كل ما يملكه المواطن الفلسطيني .
العجيب أن قادة الدول تلك يعلمون ان ما تمارسه اسرائيل بحق اصحاب الارض المحتلة لا يقل عنفا ولا جرما ولا نازية عما ارتكبه النازيون بحق اليهود قبل اكثر من 77 عاما ، ويعلمون وحسب وثائق سرية تم الكشف عنها لوزارات خارجية سويسرا وبولندا وألمانيا ذاتها ، ان قادة اسرائيل وقعوا مع النازيين ما يعرف ب " اتفاقية هعفراه " وهو أمر اقرته عدة مؤسسات يهودية وعدد من الباحثين ، واعلنت حيناها مجموعة " ناطوري كارتا " اليهودية معاداتها للمنظمة الصهيونية بعد تلك التسريبات التي تؤكد على ان قادة اليهود ضحوا بأكثر من 20 الف يهودي دفعت بهم اسرائيل الى معتقلات النازيين ودفع عشرات الملايين من الدولارات سددتها شركات يهودية في فلسطين لصالح الصناعة النازية. مقابل السماح لمئات الالاف من اليهود السفر الى فلسطين بهدف بناء المستوطنات وتشكيل طلائع المنظمات العسكرية الإرهابية الصهيونية هناك ، الى جانب إغراق السفن المحملة باليهود لغاية خلق اجواء التعاطف والدعم .
قد تبدو مشاركة القادة وحضور الاحتفال امر طبيعي من جانب إنساني ،لكنه لن يغير حقائق ما تمارسه اسرائيل فوق الارض الفلسطينية المحتلة من سياسات الارهاب والقتل والتهجير والذبح والتمييز والفصل العنصري بحق ابناء الأرض وتغيير معالم مدينة القدس التي تستقبل تلك الاحتفالية والتعد على المقدسات الاسلامية والمسيحية التي يمارسها قطعان المستوطنين بدعم واسناد الساسة في اسرائيل ،الى دجانب تهديدات بضم منطقة غور الاردن في فلسطين في تحد للقانون والمجتمع الدوليين .