حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,4 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4902

في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير .. الثورة تحولت الى انتكاسة

في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير .. الثورة تحولت الى انتكاسة

في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير  ..  الثورة تحولت الى انتكاسة

26-01-2020 02:01 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الحراسيس

ثورة الشعب المصري التي انطلقت يوم 25 يناير في مصر ورفعت شعار " الخبز والكرامه والديموقراطية "لم يكتب لها النجاح بل تحولت الى نكسة بالرغم من سقوط نظام مبارك ، فقد راوحت الثورة بين فزعة شبابية انطلقت عبر مبادرات كثيرة قادها حركة شباب 6 أبريل وحركة " كفاية "وكذلك مجموعات الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، وساندتها قوى سياسية عريقة .
لم تكن تلك الثورة تملك قيادة سياسية تديرها بحنكة ولا تحمل برنامجا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لإنقاذ البلاد . ثورة بلا قيادة ولا برنامج ، رفعت شعار اسقاط النظام ، وبعد سقوط النظام توقف الجميع دون حراك ، لم يدروا ما العمل بعد سقوط النظام !
تقدمت قوى سياسية فاعلة ومؤثرة كانت تأخرت اصلا في الالتحاق بركب الثورة في ايامها الأولى نحو السلطة بعد انتخابات رئاسية وتشريعية ودستورية ادارتها المؤسسة العسكرية بنجاح ، لكن " الفائزون " لم يستمعوا لدعوات الاصدقاء من داخل مصر وخارجها السير بهدوء دون تسرع او "تكويش " او استحواذ على مقاليد الحكم كافة، وطالبتها باحترام القوى التاريخية الفاعلة في الثورة والتنسيق معها ، واشراكها في الحكم ، واحترام تاريخها النضالي ، وترك المجال لمصالحة وطنية وتوافق سياسي لادارة البلاد واخراجها من ازماتها ، لكن " الجماعة " في السلطة لم يستمعوا لتلك النداءات والرسائل ، وراحت " الجماعة " تمارس عبر قيادتها وليس الرئيس السلطة والتفرد ، فظهر الرئيس مرسي ضعيفا لا حول له ولاقوة امام قوة وتسلط الجماعة والتدخل في عمله ، توجيه ادارته ، فشعرت جماهير الثورة والقوى السياسية بالاحباط من ادارة حكم الجماعة على كافة الصعد ، واعتبرت ان دماء ال 500 مواطن التي سالت في شوارع و ميادين المدن في الثورة الأولى 2011 قد ذهب هدرا بسبب ممارسات الجماعه ، فخرجت يوم 30 تموز 2013 الى الشوارع مرة اخرى تطالب باقالة الرئيس مرسي وتدعوه لإجراء إنتخابات مبكرة للخروج من الأزمة قبل ان تفقد الثورة مكاسبها ، وقدم الكثير من الوزراء استقالاتهم ،وكذلك فعل بعض اعضاء المجلس التشريعي ، وعمت الفوضى البلاد ، فتدخل الجيش هذه المرة مستغلا الفوضى والحراك الشعبي معلنا رغبته بتقويم الأمور ، وقرر تصويب الوضع والانقلاب على الشرعية " الضعيفة " ، فأنتكست الثورة وعادت مصر الى مرحلة اشد وطأة من سابقتها . وكان لها تاثيرا محبطا وعظيما ليس على شباب الثورة وقواه السياسية في مصر ، بل وعلى جماهير الشعوب العربية ،الذين راودتهم احلام وردية بالحرية والديموقراطية والتغيير .
فشل " الثورة " في مصر يحتاج لمراجعة وتقييم عميق بحيادية ونزاهة دون التخندق خلف ما يحمله البعض من اتجاه سياسي مؤيد للحكم وتبرير الفشل في ادعاء وجود مؤامرات داخلية وخارجية نتفق في الكثير منها ، لكنها لا تبرىء الحكم والجماعة من التسبب بالانتكاسة والعودة لحكم العسكر ،إذ توقف مشروعهم عند حاجز طموحهم بالوصول للسلطة ومكابرتهم وإنكارهم لوجود قوى ديموقراطية وشعبية ومنظمات مجتمع مدني قادرة وقوية ومؤثرة ،كان يمكن التعاون معها وليس معاداتها لإنجاح اهداف الثورة ، بل أن التخبط والتفرد والعبث بمؤسسة الجيش وتجاهل حضورها ومكانتها وهي التي حرصت على حفظ النظام وتسليم السلطة بنزاهة كان عملا ساذجا ومدمرا ، وتم وقف العمليات العسكرية للجيش المصري بحق الارهابيين في سيناء بدعوى أن حكم الجماعة سيثني ال" الجهاديين " عن القيام باية اعمال ارهابية ، وهو ما كذبته العمليات العسكرية للارهابيين في سيناء في ظل حكم مرسي نفسه وراح ضحيتها العشرات من افراد القوات المسلحة ، كما أن التدخل والتوجيه الذي مارسته الجماعة ببقية مؤسسات الدولة والأمنية العميقة والقوية منها خاصة كان بسبب سوء تقدير قوة وتأثير تلك المؤسسات ، وحتى معاداة المؤسسة الدينية الأعرق في البلاد " الأزهر " ومحاولة تغيير نهجه واغضاب جمهوره ايضا لم يكن موفقا ، ناهيك عن التدخل في الجامعات والإعلام واستبعاد رموزوطنية صالحة تم استبعادها وذهب احد قادتهم للحديث عن ملاحقات قادمة لكل من عمل في اجهزة الدولة ويقصد الأمن والمخابرات والداخلية حتى لو وصل للتقاعد ، مما أثار حتى حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها اوباما ووزير خارجيته هيلاري كلنتون اللذان كانا يدعوان لاشراك الاسلام السياسي في الحكم ، بل وباركا وصول الجماعة للحكم، لكن ممارسات الجماعة خلال عام من الحكم دفعت الادارة الأمريكية للعدول عن نظريتها ودفن بارقة الأمل باسلام سياسي معتدل قادر على ادارة البلاد بطريقة ديموقراطية وتسامحية ،واعتبرت هيلاري ان حكم الجماعة في مصر منح الارهابيين في سيناء مزيدا من الحرية والعمل بغياب الجيش المصري الذي توقفت عملياته بقرار الجماعة .
ثورة مصر كانت تحتاج لقيادة حكيمة تحمل مشروعا وطنيا متكاملا يساهم به كل المصريين دون استثناء ،ويحتاج لعقلية قيادية حكيمة تدير شؤون مصر ما بعد الثورة ، فالمهم ليس الوصول للهدف بقدرما كان الحفاظ عليه هو الهدف كي تستطيع تنفيذ مشروعك بيسر ومنحه الوقت الكافي دون تعجل ان تلتهم الكعكة وحدك حتى قبل ان يكتمل طهيها ..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4902
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم