27-01-2020 01:45 PM
بقلم : أ.د. خليل الرفوع
وأنتَ صديقي
"مهداة إلى الشاعر محمد الشروش"
أنا يا صديقي
أفقتُ صباحًا فضجَّ الجسدْ
وأرخى الظلامُ خيوطَ الشَّجى
وبُحَّ الكلامُ على شَفتي فسكبتُ على جرحها
آيةً من صلاةِ الفلقْ
وتعويذةً من خبايا الشَّفَقْ.
وغبتَ نبيًّا تصلي صلاةَ المسيحِ عِشاءً
وتحكي لنا وجَعًا من تخومِ المنايا، مرايا الخطايا هنا أو هناكْ.
نراكَ وحيدًا وتمضي مِدادًا نقيًّا ودندنةً وبهاءْ
ونحنُ الشهودُ على المِقْصلهْ.
فأيُّ الطريقِ، وأين تسيرُ
فكلُّ نهاياتِنا حُلُمٌ لطوافِ
دعاءٍ كسيحٍ
ونخلٍ ينوحُ كثكلى
بنعشٍ الهِلالِ ونجمٍ حزينْ .
وليلٌ يصبِّحُنا بعيونٍ منَ الشهداءِ دمًا
وأنت صديقي... صديقي
مضيتَ رُخاءً إلى غابةِ الغيمِ نايًا
تفتشُ عن خيط صبحٍ
يُفيقُ سُعاةَ البريدِ ومَنْ في الطريقِ
ولكننا لم نُفِقْ
غداةً وبعدَ الغداةْ
فمنذُ غروبِ الفتوحِ
ونحنُ بلا وتَرٍ أو غناءْ
فهذا الظلامُ دماءٌ تُرَاقُ نجومًا
بشطِّ العربْ.
وهذا النهارُ وجوهٌ
كستْها الرمالُ سوادًا
بثوبِ الغزاةِ وكأسِ الطربْ.
قِفا نبكِ أو نحكِ لا فرقَ لا
فكلُّ البكاءِ سقوطٌ
وكلُّ الرياحِ سَمُومٌ
وكلُّ الحكايا عزاء
لَكَمْ نحنُ ننسى الأسى جراحًا
وموتٌ يكفّننا
ببقايا الدماءِ وثأرِ الغضب.
علينا أزيزُ الرصاص سحابًا... رمادًا
ومنا السلامُ ضحًى وضبابا
ونحنُ الكلامُ صدًى للصدى
وفينا فنونُ السَّقامِ
ومعنى الألمْ.
وفينا الرُّغاءُ نشيجًا
وفينا ضروبُ الأسى
فنحنُ أنينٌ
ومحضُ صنمْ.
أ. د. خليل عبد الرفوع