29-01-2020 08:13 AM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
الذهاب الى دافوس ليس مجرد سفر وتذكره وطائره بقدر ما كان نافذه للاردن الى العالم , كان دافوس مناسبه لان يشكو الاردن جرحه على امر ما كنا سبب من اسبابه , والتاكيد على تذكير المجتمع الدولي وحثه على النهوض بواجباته تجاه الاردن الذي يضطلع بمهمه ايواء واقامه ما لايقل عن مليون و400 الف لاجيء سوري على الاراضي الاردنيه فاستقبلهم بحضنه الحنون وسقاهم من مائه الطهور .
الاردن ظل على طول المدى بيت كبير ابوابه ترفض الاقفال امام اقرباء الدم والهويه والانسانيه ممن ضاقت سبل الحياه والبقاء امامهم واستمرت الاصابع اليه تتوجه وعلى صعيد اخر كان النظر الاردني يمتد نحو افق للفجائع المختبئه التي تمثلها منظمات الارهاب من داعش والقاعده وغيرهم على طول حدود المملكه الشماليه مع جنوب سوريا , وتقف مملكه الصمود تقاتل باباء وعزه وبساله وشجاعه منظمات الارهاب المتطرفه المتعطشه للقتل وسفك الدماء وتنادي بنيها بعزم وشده بيد كم صمودي. لتدفع بلاء الاشرار عن الانسانيه جمعاء .
ومندوبا عن جلاله الملك فقد طار دوله الرئيس الرزاز للمشاركه في اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يدون المهام التي تنتظره , ويدرك الرئيس ان شرح تداعيات الازمه السوريه التي اصابت الاقتصاد الاردني في مقتل ويدرك ايضا انه لابد من لهاث متواصل و الامساك بما يكفي بدلالات اضافيه وان الواقع معقد ولا بد للمجتمع الدولي من الوقوف الى جانب الاردن ودعمه اقتصاديا لكي يتمكن من اداء ما ترتب عليه من انفاق يفوق امكاناته بسبب ازمه اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم الاردن على اراضيه منذ اكثر من ثماني سنوات ,
لقد حمل دوله الرئيس في قلبه الى المنتدى وبلغه انسانيه مثلى وجدان المملكه ووجودها, الرئيس قال كلاما خلف الكلام ,وقد استخدم لغه اشاريه رامزه فقايس بين الاصل والرمز ولعل الصوره الحركيه التقابليه للرئيس كانت تنطق بحقيقه ما نود ان نقول شخصيه الرئيس الرزاز استنفرت من نفسها مشهدا عابقا بالحياه وتلمسنا من داخلها اللغه الانسانيه المثلى ,كانت لغه الرئيس تنفتح على رؤى قائد الوطن والمواطنين للاشياء كان حضورا قويا وخبره ومعرفه وسعه وتنوعا في الثقافه ونضجا وتعمقا في الشؤون الوطنيه والدوليه اللغه الانسانيه المثلى
وفي متابعتنا لاعمال الملتقى فأننا نتلمس من داخله ان الاردن لم يك مشاركا جزئيا فيه بل كان للاردن مركزيه الحضور وبلغه هادفه هادئه مقنعه كان المعنى واضح لا يحتاج شرحا مطولا لكن ما يستحق الوقوف هو ان الاردن يذكرهم باستجابته للتحولات الكبيره التي حدثت في الاقليم والعالم
ومن اجل هذا يمكن القول ان الرئيس الرزاز امتلك درجه النضج الاسلوبي في خطابه من خلال لغه حواريه حاره محببه مع رؤساء الوفود والاقتصاديين المشاركين بالمنتدى. ولان دافوس يمثل جوله جديده من الحوار فقد مثلت شخصيه الرئيس الرزاز الواصفه للاوضاع الاقتصاديه الصعبه التي يعاني منها الاردن في الوقت الذي يمثل فيه الاردن للعالم اجمع وقايه من ضرر محتمل . للمكان طابعا خاص على اعتبار ان دافوس يطل على مركزيه المضامين فذلك هو السبيل الطبيعي لاسماع العالم ان الاردن حمل رساله انسانيه فاتورتها عاليه جدا وعليهم عدم النسيان ,
الحضور الاردني في دافوس بتمثيل عال المستوى ممثلا بشخص دوله رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وهذا وحده دليل على ان الاردن تم وضعه في حيز الحضور الثابت والدائم .