30-01-2020 10:02 AM
بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
قال الباري في محكم التنزيل على لسان نبيّه شعيب عليه السّلام { إن أريد إلّا الإصلاح ما إستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } صدق الله العظيم .
وفي ذكرى ميلاد جلالتكم العطرة ، نستذكر معاً عقدين من الزّمان عاشهم الوطن ونشاماه ونشميّاته مستظلّين بعرشكم السّامي ، بوفاء ونيّة معقودة للإصلاح الشّامل .
ولا يستطيع المطالع لسيرتكم الجليلة إبّان الحكم الرّشيد الذي نسأل الله وأن يديمه علينا إلّا وأن يُقرّ بأنّكم أكثر من يقلقه الوطن ، تشغله رفعته ، تعنيه كرامته ، يسكنكم كما تسكمونه .
فقد بدأتم حراككم الملكيّ المبارك والمباشر من تخفّيكم لغايات تلمّس مستوى الخدمة التي يلقاها المواطن ، والذي هدف كما جاء في كتابكم " فرصتنا الأخيرة " كرسالة إلى البيروقراطيين والإداريّين في الدولة " أنه جيء بهم إلى وظائفهم لكي يخدموا النّاس وليس العكس " .
ولم يعتري خطاكم المثابرة اليأس برغم ما ذكرتم في ذات الكتاب من فقرة إختزلت الكثير من التشخيص للبيروقراطيّة المعيقة للتقدّم إذ جاء فيها " في بدايات تعاملي مع كبار المسؤولين في الحكومة كان بعضهم يقول لي إن لديه مشاريع كبرى لتحسين العمل الحكوميّ والأوضاع عموماً، لكن حين كنت أسأل متى؟ قلما جائني الجواب مرضياً أو شافياً. من هنا تلقيت الإشارة الأولى بأن الحكومات لا تعمل كما تعمل الجيوش " .
اليوم ، وبناء على ما حقّقنا من إنجازات برغم ما واجهنا من صعوبات داخلية وخارجية وشدٍّ عكسيٍّ ، يواصل جلالتكم إستنهاض همم أبناءه وبناته لإعلاء الصّوت وممارسة الحرّية المسؤولة والمشاركة في صنع القرار دونما تردّد أو إنتظار ، وتلك ميزة القائد التي إكتسبتموها من " القائد الأسطورة " كما أسميتموه في كتابكم ، الحسين الباني طيّب الله ثراه ، وها أنتم ومع كلّ الضغوط التي تأبى الجبال وأن تحملها على صعيد القضايا المركزيّة التي تحاربون في سبيلها تكثّفون الجهد الملكيّ على الأرض من جنوب الوطن الغالي ، مهد الثورة العربيّة المجيدة ودارة فرسانكم المخلصين ، لتسدّوا كل ثغرة وتكملون أيّ نقص يحولان دون التقدّم الذي ننشد وإيّاكم .
سيّدي صاحب الجلالة ، ليس المقصود إحصاء شيمكم النبيلة وخصالكم الحميدة وجهودكم الإصلاحية الجبّارة في مقال فلن يتّسع لها مهما بلغ من السّطور ، لكنّ من لا يشكر النّاس لا يشكر الله ، فالشكر لكل حركة وسكنة تولُونها للوطن الغالي ، ولكم منّا العهد والوعد بأن نبقى خلف رايتكم عازمين وإيّاكم حتى بلوغ ما ترتاح إليه الضّمائر مقدّرين ما تبذلون من غالٍ ونفيس في سبيلنا هو دَينٌ وديدن الأردنيّين الأحرار .
فكلّ عام وجلالتكم والأردن ، القابض على جمر العروبة الصّامد بفضل الله وحكمتكم وإلتفاف شعبكم العظيم خلف قيادتكم بكلّ الخير والإزدهار ، نورٌ للصديق ونارٌ للعدا .
دمتم لله عبداً ، وللأمّة سيّداً .