01-02-2020 11:27 AM
بقلم : جهاد أحمد مساعدة
يوم ميلادك سيدي قالها الحسين بن طلال -طيب الله ثراه-: "فإنني قد نذرت عبد الله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة".
وهذه الأيام قد برهنت عمق رؤية الملك الراحل، ليكون الملك عبد الله الثاني على خُطى الآباء والأجداد؛ ليكمل مسيرة تاريخهم المجيد، ومجدهم التليد.
مجدا تليدا لقائد هاشمي ملهم، عاهد الله أن يبقي على العهد والوعد، محافظا وحافظاً لأمته وحاملًا لرسالة العروبة والإسلام، مدافعاً صلباً عن قضايا الأمة، مقداماً جسوراً لإعادة الحق لأصحابه.
يوم ميلادك سيدي يتجلى بأبهى الصور، نجد فيك ميزان العدالةِ مُنْتَصِبا، فأنتَ العاشقُ لوطنك المعشوقُ من شعبكَ...
أنت يا سيدي خُلاصةُ أشراف العَرَبِ، لأن مواقفك الوطنية والقومية لم تتوان فيها يومًا في الدفاع عن قضية فلسطين، وعن مسرى الرسول، وعن الـقدس الشريف.
القدس يا سيدي هي جوهرة الأرض، وهبة السماء، حكمها نبي الله سليمان، وفتحها عمر بن الخطاب، وحررها صلاح الدين، وحين تقاعس عن نصرتها بعض العرب، صدحت يا عبد الله بالحق، وأطلقت لاءاتك الثلاث ( كلا، كلا، ثم كلا).
لقد كان صوتك للحق مدويا، صوت ضمير الأمة، المدافع عن عزة القدس وكرامتها، حاملًا أمانة الآباء والأجدادِ.
في يوم ميلادك سيدي، نعاهد الله أن نقف معك بعز وشموخ، فأنت القائد العربي الفذ الذي ما هادن يومًا، ولا استكانت عزائمه، ولا لانت قناته، فشعبك يا سيدي حربتك المغروسة بنحر كل معتدٍ أثيم، يريد بهذا الوطن شرا.
نستلهم منك يا سيد العزم والحزم، فأنت وضاء الجبين، مرفوع الهامة، شيدت للوطن صروح العز والكرامة، والمجد والفخار، ليكون الأردن شعلة مضيئة بالحب والعطاء رغم ما يحيط به من أزمات، بَنيْتَ بسواعد الأردنيين حصنًا منيعاً، منعماً بالأمن والاستقرار.
يوم ميلادك يا سيدي يوم عطاء وإنجاز وبناء، نستمد منك العزم والقوة، مسلحين أنفسنا بالعلم والمعرفة والإخلاص في العمل؛ لبناء الوطن. فالوطن لا يبنى إلا بالعلم والوعي والإبداع.
سيدي إن حكمتك وعدلك وإنصافك، وقوة بصيرتك؛ قادت الوطن إلى بر الآمان، في وقت تكالبت عليه الخطوب، وحيكت ضده المؤامرات، فإخلاص شعبك وتعلقه بمحبتك، أفشلت مخططات خفافيش الظلام.
يا ملك المحبة والسلام، هاأنت تسير قُدمًا على خُطى الآباء والأجداد الذين لم يؤذوا جارا ولم يخونوا جوارا، ولم تعرف منكم الأمم والإنسانية جمعاء إلا الحب والخير والسلام.
سيدي أنت لست مثلهم!
في الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى نشر الفوضى وإثارة الحروب، واغتيال الحياة وتدمير الأوطان، نجد منكم السعي في توفير وسائل الراحة والرفاهية والأمن لشعبك، فما أحوج أولئك اليوم يا سيدي إلى الاقتداء بك واتباع أثرك.
يوم ميلادك سيدي ليس كيوم ميلادهم.
يوم ميلادك سيدي وطن يصير نحنُ، ونحنُ نَصيرُ إيّاهُ!.
يوم ميلادك سيدي يوم جديد مشرق أنت فيه الضياء.
يا قمرًا منيرًا، ويا ملكًا عَشِقْناهُ فالروح والمهج فداهُ، وعدٌ على أنفسنا قد قطعناه.
حمى الله الوطن، وحفظ الله مليكنا وولي عهده الأمين.