03-02-2020 08:07 AM
بقلم : علي الشريف
ما بين الفينة والفينة يطل علينا احد ما بعمل فردي وشخصي يبتغي منه شهرة او امرا شخصيا فيحدث هذا الامر ردة فعل شعبية لا تتوافق معه.
والغريب في الامر ان الامر ان كان سياسيا فإننا نرى من يقول انه تم بإيعاز من الدولة وبان صاحبه موعود بمنصب او مكانه عند الدولة ثم تبدا حكايات الانتقاص من دولتنا وهيبتها .
وربما سيطل احد ما ليقول ان مقالي هذا جاء بإيعاز من الدولة وان النظارات التي البسها هي بإيعاز من الدولة والقلم الذي اخط به خرابيشي هو ايعاز من الدولة .
ان قرانا نقدا للدولة فهو بإيعاز من الدولة ان قرانا مديحا للدولة فحتما سيقال من الدولة ان التقيت السفير الهندي في عمان مثلا وبطريق الصدفة فسيطل علينا مشكك ليقول انه بإيعاز من الدولة وبانني موعود ان اكون اميت باتشان.
اليس من الغرابة انه كلما دق الكوز بالجرة نقحم الدولة في الامر والدولة هي القيادة والمؤسسات والشعب ..واليس غريبا ان يبقى البعض يمتطي صهوة احلامه ويتهم الدولة بانها وراء كل فعل حتى لو كان حادث سير ليصنع لنفسه مكانا في عالم وهمي.
واليس من العيب ايضا ان نبقى نتخندق خلف افكار بالية في زمان الانفتاح الذي لم تعد تخفى فيه خافية على احد وان يبقى التشكيك والاتهام عند البعض ورمي كل المصائب على ظهر الدولة حتى لو امتلكت الدنيا بمن فيها.
الدولة الاردنية دولة قانون ومؤسسات فرض عليها حصار لا يحتمل ادت نتائجه الى ما نحن عليه من ضنك فلا الغريب معنا والقريب يعرقلنا من الامام والخلف والحصار المفروض يأتي نتيجة مواقف وطنية ربما تتقاطع مع مصالح البعض وعلى الجميع ان يدرك ذلك.
جميعنا يدرك الموقف الاردني الرافض لصفقة القرن وجميعنا يرى ويسمع الحراك الذي يقوده جلالة الملك في الدفاع عن القدس والتماسك الشعبي الرائع وهذا التناغم الكبير بين كافة المكونات الذي بات يشكل حالة فريده في الوفاق .
ولكن ما رأيناه قبل ايام حول حدث شخصي وفردي هو تشكيك بالموقف او تشويها له من اخلال اقحام الدولة الاردنية بهذا الامر فقط لتشويه الموقف او ضرب تصوير المنظومة الشعبية بانها تخالف الموقف الاردني مثلا .
لنرتقي قليلا في التفكير فالدولة الاردنية ليست دولة قمعية تضع يدها على كل مفاصل الحياة وهي ان ارادت ان تعين وزيرا او رئيس وزراء فإنها تقوم بذلك دون ان تطلب من احد ان يفعل شيء مناف للموقف الاردني.
والدولة ان ارادت ان تتخذ موقفا فهي ليست بحاجه لاستشارة احد وهي بالتالي لا يملى عليها الامر ام كان متعلقا بمصير وطن برمته فلماذا دائما نرى من يتسابق الانتقاص من اي شيء بل يوظف احداثا فردية لا تمت للدولة بصله ...فانا شخص كتبت هذا المقال بإرادتي فهل اقرا غدا انه كان بايعاز من الدولة وبعد غد سأكون وزيرا ... ربما فبعض الذين قلدوا انفسهم نياشين الوهم سيزيدون فوق وهمهم وهما.
وربما ياتينا بعض الغارقين في النرجسية ليقولوا .....ان معلوماتهم لا يرقى اليها الشك وبان كاتب هذه السطور مدسوس من الدولة .