سرايا - أثارت حادثة جديدة لتزوير الجنسية تم الكشف عنها مؤخرا في الكويت، جدلا في الأوساط الكويتية، لما حملته الحادثة الجديدة من تفاصيل مثيرة تم الكشف عنها عبر المنصات الإخبارية في خضم الحديث الرسمي عن قضية الجنسيات المزورة التي تعتبر من ضمن القضايا المهمة والشائكة في البلد الخليجي.
وثار الجدل عقب حديث رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، داخل قاعة البرلمان عن امرأة وصفها بـ“الشبح“ اسمها (عمرة)، تملك جواز سفر وجنسية وبطاقة مدنية، إلا أنها غير موجودة في الواقع، وهي ذاتها تحمل بطاقة أخرى تحمل اسم (غريسة) ولديها جواز آخر، وهي المواطنة الحقيقية وحصلت على بطاقتين بالتزوير.
وقال الغانم إنه ”تم الكشف عن حالة التزوير هذه عقب وفاة والدها عند حصر الإرث تبين أن عمرة غير موجودة وهي ذاتها المواطنة غريسة، وتعمل في القطاعين العام والخاص، وقد تم الانتفاع من عملية التزوير هذه وعاد النفع على والدها وزوجها“.
وجاء حديث الغانم وتطرقه إلى قضية التزوير المثيرة، أثناء عرضه لقضية الجنسيات المزورة في البلاد والطرق المطروحة لحل هذه القضية وقضية منح الجنسية لمستحقيها، معلنا عزمه على تقديم اقتراح بقانون لإنشاء هيئة للجنسية تكون مهمتها متابعة ضوابط اكتساب الجنسية الكويتية والكشف عن حالات التزوير.
وتساءل عدد من النشطاء الذين أثارتهم قضية (عمرة وغريسة) عن كيفية تمكن المواطنة من التزوير وحصولها على إثباتات من جهات رسمية، مطالبين بمحاسبة كل من له صلة في الجهات الرسمية بهذه القضية والقضايا المشابهة، ومن بينهم الناشط فهد المطيري، الذي قال في إحدى تدويناته على ”تويتر“: ”#عمره_وغريسه يعنى نفس البصمة ونفس الجواز ونفس الرقم المدني وكذا وظيفة وبيتيين تمام منو عطاها كل هل إثباتات من إدارات تتبع الوزارات الحكومية المفروض هل كلام يكون بستجواب ويقدم إلى جميع الوزارات المختصة ولها يد بالموضوع وتتم المحاسبة شنو ناطرين حاسبوا أذا كنتم تريدون مكافحة
وانتقد المدوِن جادان الدوري، عرض الغانم لهذه القضية بدلا من تطرقه إلى قضية اختلاسات الأموال العامة، قائلا: ”الغانم قدر يكشف عمره الشبح ولا قدر يكتشف سراق المال العام .. ياليت يهتم بالفساد نفس اهتمامه بعمره الشبح“.
وأكد الحقوقي صلاح الهاشم، أن كشف المزورين يمكن أن يتم بواسطة أمثال المخلصين الذين كشفوا قصة عمرة وغريسة، قائلا: ”الأمر لا يحتاج إلى إنشاء هيئة وجهاز جديد لكشف التزوير في الجنسية. قصة عمرة وغريسة ممكن تكرار اكتشاف شبيهتها من خلال المخلصين ذاتهم الذين اكتشفوا عمرة وغريسة وقدموهم للمحاكمة وتمت إدانتهم وشركاءهم. على رئيس الوزراء صباح الخالد أن يأمر فورا بربط كل الجهات الحكومية معلوماتيا لكشفهم“.
وتطرق الكاتب بسام العسعوسي، إلى قضية تزوير عمرة وغريسة، حيث قال: ”الفساد ليس فقط مناقصات ورشى واختلاسات وسرقات، إن الفساد أيضاً «عمرة وغريسة» وغيرهما المئات، وربما الآلاف، وإن كان هناك من لوم فهو يقع على عاتق معظم الحكومات والمجالس السابقة“.
وأضاف العسعوسي، في مقال نشرته صحيفة ”القبس“، تحت عنوان (عمرة وغريسة): ”القضية ليست صراعا بين أهل الداخل وأهل الخارج، أو بين السكان الأصليين أو المجنسين، كما يحاول أن يصورها البعض أو تروجها الحسابات المأجورة، لكنها ببساطة متعلقة بأمن الكويت ومستقبل أجيالها، وأخشى أن يلعننا التاريخ إن لم نعالج هذا المرض اليوم“.
ويثير ملف الجنسيات المزورة قلقا رسميا وشعبيا في الكويت؛ بسبب مخاوف من أن يشكل أصحاب الجنسيات الكويتية المزورة تهديدا أمنيا، من خلال المناصب الرفيعة التي يحتلونها في المؤسسات الحكومية، المدنية والأمنية والعسكرية.