12-02-2020 10:23 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
ليس للأوراق من ذنب يذكر, ولكن الذنب يقع حين تحمل تلك الاوراق في طياتها ما يثير غضب البشر, عندها يصبح مصير تلك الاوراق اما الحرق الكامل او التمزيق الى درجة الفتات, او ربما الإلقاء بها في سلال المهملات, فحين تغضب النساء كل النساء مثلا تقوم بتمزيق الاوراق من الوسط ثم الوسط الى درجة الفتات, وحين يغضب الرجال كل الرجال مثلا يقوموا بإلقاء الاوراق في اقرب سلة مهملات متهالكة القوام, ناهيك عن حالات الحرق الكامل لبعض الاوراق المثيرة للجدل.
الايام القليلة الماضية شهدت بعض الاحداث حالات من الغضب الملفتة للنظر اثارة غضب بعض النساء تارة, وغضب بعض الرجال تارة اخرى, وقد تُرجم هذا الغضب بتمزيق الاوراق الى فتات احيانا, والى إلقاء الاوراق في سلة المهملات احيانا اخرى,..فرئيسة مجلس النواب الامريكي ذات الفستان الابيض «نانسي بيلوسي» قامت دون خجل او وجل بتمزيق اوراق خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بحالة الاتحاد الذي ألقاه امام الكونجرس الامريكي,..ورئيس مجلس الامة الكويتي صاحب الكوفية العربية الاصيلة «مرزوق الغانم» قام بكل ثقة وشجاعة بإلقاء نسخة صفقة القرن في سلة المهملات خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الاردنية عمّان.
اعتقد ان الصورة ستكتمل اركانها اذا ما قام البعض.. بخلع او قلع الشجرة التي قام بنيامين نتنياهو بزراعتها قبل ايام في مراسم غرس الأشجار التي أقيمت بمناسبة حلول عيد الأشجار اليهودي في قرية ميفوؤت يريحو الواقعة بغور الأردن من جذورها الصغيرة حتى الآن,..كيف لا وهذه الشجرة غريبة على ارض و(ورقة) غور الاردن, نعم خلعها او قلعها من الجذور يعتبر عبادة نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى قبل ان تضرب جذورها في ارض غور الاردن المباركة, وبعد ذلك يصعب انتزاعها من صفحة غور الاردن او ورقته.
فلسفة تمزيق رئيسة مجلس النواب الامريكي «نانسي بيلوسي» اوراق خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بحالة الاتحاد الذي ألقاه امام الكونجرس الامريكي ومجلس الشيوخ والنواب تكمن في رفض مبادئ وبرامج الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سياسة هذا الحزب المريض في الشرق الاوسط.
ثم ان فلسفة إلقاء رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق الغانم» بنسخة صفقة القرن في سلة المهملات المتهالكة القوام خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الاردنية عمّان تكمن في رفض هذه الوثيقة غير العادلة والتي تم تحريرها وصياغتها واخراجها من طرف واحد وتم اقرارها من قبل دولة عظمى من حيث التسليح وصغرى من حيث منظومة القيم في نفس الوقت.
في حين ان فلسفة المناداة بخلع او قلع الشجرة التي قام بنيامين نتنياهو بزراعتها قبل ايام في مراسم غرس الأشجار التي أقيمت بمناسبة حلول عيد الأشجار اليهودي في قرية ميفوؤت يريحو الواقعة بغور الأردن تكمن في رفض السيطرة على ارض غور الاردن دون وجه حق رفضا كاملا.
وليعلم بنيامين نتنياهو ان غور الاردن تسوده دائما درجات حرارة عالية في جميع الفصول, وان الشمس هناك عمودية وحارقة, وليعلم ايضا ان زراعة الاشجار هناك تحتاج الى مياه من نهر الاردن, ومياه نهر الاردن تجري فيه (كرامة) الاردنيين كل الاردنيين التي لا تساويها اية كرامة,..كيف لا وجذور وساق واوراق وثمار الاشجار هناك ستبقى بطعم ونكهة الاردنيين.
وهنا, اقترح على السيد بنيامين نتنياهو ومن هم على شاكلته من ابناء جلدتنا ان يستمعوا الى اغنية (عين الشمس) للمطربة المصرية المعروفة شادية, والتي تصدح فيها قائلة: قولوا لعين الشمس ما تحماشي احسن حبيبي الّى صابح ماشي,..ففي هذه الاغنية كل انواع المزامير التي تُذهب العقل وتجعلهم يرقصون يمين يسار, نعم يستمعوا لها قبل ان تذبل شجرة بنيامين نتنياهو التي قام بزراعتها مؤخرا بشمس غور الاردن.
العبرة: لا تقلب الورقة فانت اليوم امام اشارة استفهام كبيرة...