سرايا - ايمن العمري - لا تزال قضية اسطوانات الغاز البلاستيكية التي تجري مؤسسة المواصفات والمقاييس عليها دراسات بالتعاون مع لجنة الطاقة النيابية حول امكانية اعتمادها واستيرادها من الخارج للبدء بتوزيعها على المنازل "لمن يرغب" تثير الجدل في الشارع الاردني، اذ يشكل عنصر الأمان الهاجس الاكبر للعديد من المواطنين.

وتعد تلك الاسطوانات المعتمدة في العديد من الدول العربية والاوروبية، مصدر قلق للعديد من المواطنين الاردنيين نظراً لكونها تجربة جديدة على منازل الاردنيين، ولم يسبق لهم التعامل معها، خاصة أنها تحتوي بداخلها على أكثر المشتقات النفطية القابلة للانفجار العنيف اذا لم يتم التعامل معها بأمان عالي.

المهندس محمود اليازوري المختص في هندسة المواد والمعادن كشف لسرايا حقيقة المواد المصنوعة منها تلك الاسطوانات، اذ أكد انها ليست بلاستيكية كما يروج على اسمها، فالبلاستيك المقوى لا يدخل الإ بـ 10% من مكوناتها الخارجية.

وقال اليازوري لسرايا ان تلك الاسطوانات هي اسطوانات مركبة المواد وليست بلاستيكية 100%، انما يدخل في تركيبها مادة اسمها العلمي (CFRP) وهي (ألياف الكاربون الممزوجة بالبوليمر) تتكون من 90% الياف كاربون و10% بوليمر..!! والألياف الكاربونية: وهي التي تعطي المادة القوة والمتانة العالية و سماكتها اقل بكثير من سماكة شعر الانسان وتكون مرتبة على شكل نسيج بملايين الألياف مغمورة بمادة البوليمر مثل(الأيبوكسي) التي تعطيها التماسك بين بعضها البعض.

و اضاف: بمقارنتها كمادة مع الحديد والألمنيوم حققت نتائج عالية بحيث انها أقوى من الحديد ب 5 أضعاف على الأقل و من ناحية الوزن أخف من الحديد ب 5 مرات ومن الألمنيوم ب مرتين، وتتميز انها مقاومة للحرارة والرطوبة والمواد الكيمائية وتستخدم في الصناعات الحديثة لهياكل الطائرات و السيارات الحديثة لتعطيها اضعاف قوة الحديد وبوزن أقل يعمل على تقليل استهلاك الوقود بسبب الوزن المنخفض، عدى عن ذلك تستخدم في القوارب والادوات الرياضية و شفرات مراوح طائرات الهليكوبتر وتستخدم ايضاً في الهندسة المدنية لتدعيم الجسور وأعمال الصيانة والأحمال الثقيلة.

و اشار اليازوري لسرايا انه بالنسبة لما تم تداوله حول امكانية طرحها بالأسواق فإن كثير من الناس ينشرون صورة الاسطوانة التي تعرضت للذوبان دون التطرق الى منافع الاسطوانة، مبيناً ان تلك الاسطوانات لا تنفجر بفعل الحرارة كالاسطوانات الحديدية التي تنفجر وتطير شظاياها، بعد تعرض الغاز الذي داخلها للتمدد وتوليد ضغط عالي جداً، عدا انه الحديد يتمدد بعكس الاسطوانة المركبة التي باسوء الأحوال عند الحريق تنكمش مكانها لانها تحتوي ع الياف الكاربون ذات درجة الانصهار العالية جداً التي تصل ل 3600 درجة مئوية بعكس الحديد الذي ينصهر على 1538 درجة مئوية.. وهذا ما يجعلها آمنة اكثر من الاسطوانة الحديدية.

و رأى اليازوري ان لا مشكلة في تداول تلك الاسطوانات مؤكداً نجاحها في العديد من الدول وانها ذات مستويات أمان عالية.

وبيّن ان تلك الاسطوانات تمتاز بتحملها لقوة ضغط الغاز الداخلي لتصل ل 160 بار بخلاف الحديدية التي تصل ل 120 بار، بالاضافة انها شفافة تمكنك من رؤية كمية الغاز السائل الموجود بداخلها وهذا شيئ مميز يحسب لها.!

و أوضح ان الدفاع المدني والانقاذ في المملكة العربية السعودية أجرى عمل تجربة حرق للاسطوانات المركبة في السعودية وصمدت 12 دقيقة تحت الحريق ولم تنفجر ولا حتى عند اطلاق النار عليها، وذلك رداً على انه السعودية رفضتها ويوجد فيديوعاليوتيوب للتجربة قبل 9 سنوات و اوصت باستخدامها لمطابقتها للمواصفات.

و اشار اليازوري ان تلك الاسطوانات هي اختيارية وليست اجبارية او بديلاً رسمياً عن الحديدية، رداً عمن يتسائل عن تعويض عن الاسطوانات الحديدية وهي مطروحة من قبل احدى الشركات المحلية ومازالت قيد الفحوصات المخبرية لغايات اعتمادها بالمواصفات والمقاييس.

وقال انه يمكن صناعتها ايضاً من الألياف الزجاجية (GFRP) بمواصفات أقل بقليل من الألياف الكاربونية (CFRP) لكن الاثنتين افضل بكثير من الحديدية بكل شيء..!!