16-02-2020 09:34 AM
بقلم : جهاد أحمد مساعدة
يا عبق الشهادة يا أسود الفخر والعز والشهامة، يا من تشتاق لكم كل ذرة من تراب الوطن.
يا حراس الوطن يا حماة الديار ما عهدناكم يومًا إلا في صف الوطن والقيادة تفدونهم بأرواحكم.
يحل اليوم يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين، يوم من أيام وطننا الغالي الذي يسعى بخطى سريعة وثابتة للارتقاء نحو التميز والرقي وبناء الإنسان الأردني الواعي القادر على العطاء للإسهام في أمن الوطن واستقراره والمحافظة على مقدراته.
يمر بنا هذا اليوم ليعيد لأذهاننا دور تلك النخبة المخلصة من المتقاعدين العسكريين الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم، فسطروا تاريخ الأردن المجيد كما سطرها الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين الذي لقي ربه شهيدًا على أبواب المسجد الأقصى، وتفانوا بخدمة وطنهم فكانوا الرجال الأوفياء للقيادة الهاشمية، وتستمر مسيرة عطائهم على مدى عقود وعهود حتى عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي أرسى قواعد السلم والأمن في وطننا الحبيب.
من أين ابتدئ الحديث معكم؟
هل ابتدئ الحديث معكم عن وطنٍ سطرتم فيه حكاية أمجاده بدمائكم الزكية، حكايات العابرين، من حفروا في صخورها اسماً لا تمحوه الرياح ولا يتأثر بتقلبات الزمن، حكايات ممزوجة بعبق الإيمان عذبًة معطرًة بروح الشهادة.
ابتدئ الحديث مع النشامى، حماة الوطن، حراس الديار في زمن تلاطمت فيه أمواج الفتن والمؤامرات للمساس من الأردن شعبا وقيادة.
ابتدئ الحديث معكم في يوم الوفاء ونحن نستذكر رفاقكم الشهداء الأبطال، الذين ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن، فسلام منا ومنكم على شهداء الأردن، شهداء الواجب، سلام على راشد وسائد ومعاذ وجمال، وسلامٌ على جميع رفاقكم في السلاح وعلى من سبقوكم بالشهادة.
في يوم الوفاء لكم السلام عليكم يا حماة الوطن، يا من سطرتم تاريخ الأردن بدمائكم الزكية، فأنتم العز والفخر، وأنتم صناع مجدنا، ومستقبل أبنائنا.
فالأردن اليوم يحتاج لسواعدكم القوية وهمتكم العالية، لوأد الفتن على حدود الوطن، ولكشف المنافقين من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
نخاطبكم في يوم الوفاء لكم، ونذكركم بعظيم الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقكم، أمانة ما زالت في أعناقكم لأنكم أنتم عشاق الوطن، وعشاق الشهادة، فكما حافظتم على أمن الوطن أثناء خدمتكم، فالوطن اليوم يطالبكم في الحفاظ على ترابه.
يا من نذرتم أنفسكم لخدمة وطنكم في السراء والضراء، يا من بايعتم قيادتكم الهاشمية، تلك القيادة الشجاعة التي لم تهادن يوما ولم تساوم على مقدرات الوطن ومقدسات الأمة.
يوم الوفاء لكم نستنهض الهمم والأمل بكم، ليمتلئ أرجاء الوطن بنور جباهكم وحسن صنيع أفعالكم.
في يوم الوفاء لكم يحق لنا الشعور بالفخر والعز والعنفوان الذي غرستموه في نفوسنا ليعانق طموحنا عنان السماء.
أيها المتقاعدون العسكريون أنتم القابضون على الجمر في ليل سرمدي اشتدت ظلمته، نتطلع إليكم بالوقوف إلى جانب زملائكم رفقاء السلاح ليبزغ فجر الأردن المشرق، فأياديكم القوية هي التي تحمي الوطن وتبنيه وتصنع مجده التليد.
أيها المتقاعدون العسكريون الوطن بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى، فقد تكالبت الخطوب على وطنكم، واشتدت الأزمات.
أيها الأبطال يا من تصديتم بسواعدكم في الدفاع عن ثرى الأردن يوم امتدت يد العدوان على وطنكم، يا رمز الصمود على أبواب القدس، يا قبس الكرامة يا مشعل الشهادة أنتم من صنعتم الرجولة في نفوس شبابنا.
يوم الوفاء لكم ليس كأي يوم فهو يوم العطاء، ومنبع الانتماء للوطن والقيادة، يوم تجسيد الوفاء بالوفاء وحرص القيادة الهاشمية بكل فرد من أبناء الوطن والاستمرار على هذا النهج المستند على الشرعية الدينية وشرعية الإنجاز.
هذا اليوم محطة نسجل على منصاته شهادة حق فيما قدمتم وسطرتم من أفعال عظيمة، فكنتم الكواكب المضيئة في مكان خدمتكم، فقد أحسنتم العطاء فاستحققتم التميز والوفاء.