23-02-2020 01:17 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
تشكل زيارة أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني الى الأردن نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين وهي التي شابها التوتر في مرحلة معينة من التاريخ , ولكن من الواضح إن كل شيء يتغير ومن لم يحسن التغيير بالتأكيد سيخرج من المنافسة بغض النظر عن آلياتها فنحن في عصر المصالح وكيفية أخذ نصابها بما يعزز من القدرات نحو الأفضل وبما يشكل قيمة مضافه للمستقبل , فقطر تشكل بعداً أساسي في القوة الأقتصاديه سواء بالمنطقة أو العالم والتقارب معها بالتأكيد يشكل ثورة على المصالح والتحولات بالمنطقه فجميعنا يعلم إن قطر تعيش عزلة خليجية بفعل التوتر مع السعودية والإمارات والبحرين وما نتج عن ذلك من تحول بالبنية القطرية لما يعزز من قدراتها التنموية والأعتماد على الذات وبناء مصالحها ضمن شريك آخر يدفع عجلة التنمية الى مزيد من النجاح والتقدم فبنت مع تركيا تعزيز الأمن الدفاعي لقدراتها ومع كل الشركاء بالمنطقه القادرين على بناء المصالح المشتركه بما يعزز الأمن لها ولمكونها الديمغرافي بالمنطقه , واليوم تأتي الزياره الى الأردن والذي يشكل عمقاً استراتيجي في الوطن العربي وجميعنا يعلم اهمية الأردن بالمنطقه ودوره الحيوي في مجمل الأحداث التي تجري الآن بالعالم وعلى رأسها صفقة القرن والدور الأردني في هذا الإطار.
فعودة العلاقات الأردنية القطريه الى سابق عهدها بالتأكيد سوف تشكل في مخرجاتها التي ينتظرها الشارع عمقاً آخر في بناء المستقبل المشترك الذي يعزز من الفرض ويبني الأستثمارات التي تمكن البلدين من تجاوز بعض العقبات التي سوف تقف حتماً بالطريق لأن هذا التغير في السياسه الأردنيه يشكل إنقلاب في رسم السياسه والمصالح الأردنية .
فملف توظيف الأردنيين ودعم الدور الهاشمي بالمحافظة على المقدسات الأسلامية بالقدس الى إظهار كل معاني الدعم للأقتصاد الأردني يشكل إضافه نوعية بالعلاقات التي ستعلن مرحلة جديده بين الدوحه وعمان بعد هذه الزياره.
لذلك ستشهد المرحلة القادمة بالأردن آفاق تنموية قادرة على رؤية مصالحها بعين قادره على رسم المصالح وبما يتفق والواقع الجديد بالمنطقه التي أعلنها ترامب وزمرته في تهويد ما تبقى من القضيه وضياع قيام الدولة الفلسطينية وسحب بعض اولويات الدور الأردني بالمقدسات وتضييق الحصار على الأردن مالياً مما يشكل بعداً مهم في بدء العلاقه مجدداً مع الدوحه التي كما اشرنا سابقاً تشكل رقماً مؤثر بالأقتصاد العالمي الهام.
صحيح ربما في قادم الأيام تشهد المنطقه تحركات لم تكن متوقعه في بعض العلاقات مع دول الخليج بالنسبة الى الأردن التي كانت تشكل لهم عضو غير قابل للتمدد , ولكن على الجميع أن يدرك إن الوقت الحاضر تغيرت فيه كل المصالح والشراكات على أرض الواقع وبات الجميع يبحث عن مصالحه أين تكمن وكيف يمكن استثمارها وبما يعزز من القدرات لبناء المستقبل الأجمل لها ولشعوبها.
إن الزياره بكل أبعادها سوف تؤتي ثمارها على الأردن وعلى المنطقه فكلا البلدين متعدلان بمواقفهما من كل ما يجري بالمنطقه , ولعل إعلان السفير القطري بعمان سعود آل ثاني بأن امير البلاد سيجري مباحثات لأغراض إستثمارية بالأردن مما سوف يزيد من رصد للمحفظة الأقتصادية بالأردن بمبالغ تؤدي الى إنفراج أكثر باالواقع الأقتصادي المتردي بالأردن.
يبقى الإشاره الى إن الاقتصاد القطري يعد من أبرز الأقتصاديات الأقليمية والعالمية القادره على الأستفاده من التحديات وتحويلها الى فرص حقيقية , يكفي الإشاره الى إن إجمالي الناتج المحلي لدولة قطر بلغ 236.29 مليار دولار أمريكي وجاء هذا من خلال تعزيز التنوع الأقتصادي وتشجيع تنمية القطاع الخاص.
الزياره تشكل منعطف مهم برسم السياسه الأردنيه الجديد وتعتبر إنقلاب في رسم السياسة والمصالح.