24-02-2020 10:29 AM
بقلم : محمد علي الهلالات
تبادل الأردنيون خلال الأيام الماضية كعادتهم الآراء والأفكار والاصطفافات التي وصلت حد الاتهام حول البتراء وتعديل قوانين الاستثمار.
في الجانب الرسمي وجزء منه محلي يرى فرصة سانحة لجلب الاستثمار وتلبية حاجة السوق السياحي لزيادة الغرف الفندقية وتوفير المرافق والمنتجات السياحية التي تطيل إقامة السائح، وهذا يوفر فرص عمل ويدر دخلا على الخزينة أمام تزايد أعداد السائحين للبتراء والذي تجاوز المليون هذا العام، إلا أن قانون سلطة إقليم البتراء الحالي يقيد ملكية الأراضي المحدودة والمملوكة للمواطنين ذات المساحات الصغيرة وتزاحم سندات تسجيل قطعة الأرض الواحدة بأعداد كبيرة من الورثة والمالكين، مما عطل الاستفادة منها، لذلك لا بد من تعديل القانون ليسمح لأصحابها بحرية التصرف بالتأجير والتمليك للاردنيين فقط، وليس أصحاب الوكالات غير القابلة للعزل والتي تثير ريبة وشكوكا لمن تؤول ملكيتها في نهاية الأمر.
هذه الهواجس التي يطرحها البعض مبررة ولها سندها في التاريخ القريب، لكن أصحابها مدعوون لتجويد تعديل القانون وتحصينه في غرفة التشريع من الاختراق والالتفاف، وعلى المواطنين أصحاب الأراضي ان لا يغريهم الدولار فيقع المحذور كما حصل في البيع الآجل بدافع من الجشع والطمع.
مطلوب صوت العقل، ومبدأ التخوين والتخويف وتبادل الاتهامات لا يغير من الواقع الذي يحتاج إلى تحويل التحديات إلى فرص تعول على السياحة كصناعة تزدهر يوما بعد يوم وتفرد الأردن كوجهة آمنة للسائحين في محيط ملتهب ومضطرب.
ان الإعلام الوطني مدعو اليوم للابتعاد عن الاصطفاف والشخصنة ودحض الشائعات ومخاطبة عقول المواطنين لا عواطفهم، وعلى الحكومة وأجهزتها ان تقدم الحقائق والمعلومات بشفافية حتى تستعيد ثقة المواطن، فإشغال الناس بفاتورة الكهرباء واسطوانة الغاز البلاستيكة لا يبني ثقة ولا مصداقية.
لماذا لا تؤسس شركة مساهمة عامة أو قابضة يساهم فيها الأردنيون على مستوى الوطن في الداخل وفي بلاد الاغتراب رأسمالها مليار دينار لتنفيذ المشاريع التي أطلقتها هيئة الاستثمار في كل المواقع السياحية وليس البتراء فقط،؟
ولماذا لا يكون إقليم سياحي في الجنوب وآخر في الشمال ليكون الأردن خارطة سياحية تضم أنواع السياحة الأثرية والتاريخية والدينية والعلاجية والتعليمية والمائية والمغامرات؟
ولماذا كل هذه المؤسسات والهيئات والمرجعيات والقوانين التي تعيق الاستثمار في القطاع السياحي؟
هذه فرصة سانحة تلتقي فيها الإرادة السياسية والشعبية للنهوض بالصناعة السياحية، وعلى الجميع ان يلتقي في نقطة الانطلاق نحو العمل التشاركي، تنتهي معها السجالات والخطب الرنانة ونتوجه إلى ميادين العمل والبناء على نية التوفيق والنجاح.
د.محمد هلالات