بقلم : د. زيد سعد ابو جسار

[اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم]...... تفسير الشفاعة في اية الكرسي العظيمة في القرآن الكريم,لا بد ان تكون على شفاعة الله تعالى في الدنيا ,وليس كما ذهب البعض على تفسيرها على شفاعة الاخرة ,التي لها ما لها وعليها ما عليها في التفسير المرادف لكثير من آيلت الله تعالى في كتابه العزيز ,فشفاعة الآخرة تتحقق في الدنيا لمن استغفر وتاب واصلح ما افسد ,فالله سبحانة وتعالى يملك السموات والارض وما فيهما في الحياة الدنيا ,وشفاعته للانسان بمشيئته ,تمكن الانسان من تحقيق ارادته,وتيسير امور حياته والحفاظ على سلامته بالامن والامان والصحة ,بتيسير تسخير الاسباب من العلم والمعرفة في كل مرحلة من مراحل تطور الحياة ,وحاجة الانسان ,فالانسان مهما احاط من علم ,فهو من علم الله وارادته ,فارادة الانسان لا تتحقق الا بمشيئة الله تعالى ,فالله سبحانه وتعالى شفيع بانه المالك والمحيط والحافظ والعليم , لجميع خلقه ,فآية الكرسي العظيمة وبمجملها تفسر على الواقع في الحياة الدنيا ,تظهر قدرته وعلو عظمته ,ووحدانيته ونفي الشرك به,وارادته ومشيئته في ملكه ,وسننه في خلقه ,فهو الخالق والقائم على خلقه ,وهو كل يوم في شأن.........
الانسان بحاجة للشفاعة في جميع حياته ,كون الحياة لا تستمر الا بحياة حركة الكون (تكوين الكون),وحياة الانسان بحاجة للتوصل للعلم والمعرفة في قضاء احتياجاته وتيسير سبل الحياة المادية ,ومعالجة المتناقضات التي تخرج الانسان عن انسانيته ,لهذا سخر الله تعالى كل ما في هذا الكون للانسان, ومكن البعض من التوصل لبعض من علمه , وسخرهم لخدمت الانسان ,في الصحة والتنقل وفي جميع مجالات الحياة ,فشفاعة الخالق المادية لجميع خلقة تقع في ظل اسمه الرحمن, الدال على وجوده وقيامه على كل خلقة ,ليتوصل الانسان لخالقه والايمان به ,وليتواصل مع شفاعة اسمه الرحيم ,ليخرج الانسان من شقائه وحزنه بالقيم ,وحسن الخلق,وشكر النعم التي تديم كل نعم الرحمن بان تسخر لجانب الخير .............
القران الكريم حفظ من التحريف , وهو قول الله تعالى ,كتبت كلماته وحروفه ,ورتبت اياته ,وسوره بوحي السماء ,وهو تبيان لكل شيء ,لهذا فهو المرجعية لتصحيح الاحاديث ,وتصحيح التفاسير الغير مقصودة ,والمقصودة من حكام السلاطين ,والمستشرقين ,الى من ارادوا خداع العباد ,بعبادة الصورة الخالية من روح الدين ,التي ابعدت الناس عن خالقها, تحريف واضح لمفهوم قول الله تعالى في القرآن الكريم , فيما يخص موضوعنا عن الشفاعة ,وواضح في اسلوب ومقصد التحريف ومصدره من اعداء الانبياء والمرسلين بتحريف كلام الله تعالى في الانجيل,بان المسيح عليه الصلاة السلام ضحى بنفسه ,من اجل حمل كل خطايا ذنوب متبعيه , وبنفس الاسلوب تم تحريف مفهوم قول الله تعالى بالتفاسير وبالاحاديث المنسوبة , بان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ,سيشفع بالآخرة لاهل الكبائر ومن تعدوا على حدود الله تعالى وظلموا الخلق,والله تعالى قد حرم الظلم على نفسه ................
لقد من الله تعالى على البشريه بهذا الدين المتمثل بالقرآن الكريم ,والذي هو امتدادا لما سبقه من كتب سماوية ,لكي تصلح حياة الانسان ليبني حضارته في تعايش وتعاون البشر مع بعضها البعض , لهذا جعل الشفاعة في الدنيا لمن تاب واستغفر ورد الحقوق واقام الحدود ,وجعل شفاعة العفو والاحسان بين الناس ,حتى لا ييأس الانسان من رحمة الله تعالى,رحمة للانسان ,كما هي رحمة للمجتمع ,من استحواذ الشيطان ,وانعكاسها على البشرية ..........
د. زيد سعد ابو جسار