29-02-2020 10:23 AM
بقلم : ميلاد عواد
يهل علينا الاستحقاق الدستوري باجراء الانتخابات النيابية لعام 2020 في ظل الظروف المحلية الصعبة ، من تردي بالاقتصاد وزيادة أعداد الفقر والبطالة ، وزيادة أعداد المتعثرين في ظل العجز المالي المتراكم على كاهل المواطن ، وزيادة اعداد الغارمات ، واغلاق الكثير من المصانع والشركات التجارية مما كان له الاثر المباشر في زيادة اعداد البطالة .
ورافق ذلك الاحباط الذي يعانية الناخب الاردني من عدم ثقته بمجالس النواب والحكومة معا ، لعدم
أحساسه بالامن المعيشي الذي يلبي حاجة بيته ورغبته أن يعيش بكرامة في وطن عشقه .
ومن واقع الحال المتردي ماذا قدمت الحكومة للمواطن ليقتنع بمشاركته في الانتخابات النيابية ، ومن خلال النظرة الواقعية على الامور ودون اي محاباه لطرف ما فأن الشعب قد انقسم على نفسه من عدة جوانب واشخصها :
عدم ثقته بمجالس النواب ولذلك سوف يكون محجما عن المشاركه بالاقتراع ، ولانه يحمل شعار أن الانتخابات ستكون مفصله تفصيلا لبعض الفئات .
عدم ثقته بالحكومة لانها لم تقدم أي قرار اقتصادي يخفف من اعباءه وتشعره بالامان الاقتصادي ، ولانه على ثقة أن شعار الحكومة هو زيادة الضرائب كونها لا تملك الحلول لانعاش الوطن والمواطن من الضائقة التي يمرون بها .
وهنالك فئة وان رغبت بالمشاركه بالاقتراع فهي مقتنعة انه سينتشر المال الاسود وبكثرة ، ولانها فرصة للمواطن ان يبيع صوته لسد جوع أبناءه ، فسوف يبحث على من يدفع ثمن صوته وتحت أنظار الحكومة وتجاهلها لهذه الواقعة ، ولكونه غير مقتنع بكل اجراءات الانتخابات بان تكون نزيهه .
وهنالك فئة تعتبر نفسه من المنظرين واصحاب الرأي فهي لن تشارك بأي اجراء بالعكس سيكون دورها سلبيا وهي لا تملك بقرارة نفسها اي مصوغات للحلول ، وما معارضتها الا شكلية وهشه تسقط في اول أختبار عند طلب البديل منها ، حيث لا يملكون أي برنامج سوى انا اعارض فانا موجود .
وهنالك فئة ان رغبت ان تشارك من أجل التغير وخدمة المجتمع ، فسوف تجد الاحباط من البعض ، وبان الانتخابات لن تكون ديمقراطية ، ولماذا تجهدون أنفسكم ،فهي على قناعة أن الانتخابات روتين لاختيار من تراه الحكومة مفصلا على مقاسها ، وهذه الفئة من المجتمع محبطة وليس لديها الا العويل والصراخ وتدعي أنها تطالب بالديمقراطية ، بحقيقتها لا تفهم معنى الديمقراطية .
والفئة التي تنشد التغير بالاشخاص والنهج فهذه فئة في اول الطريق سوف تتعثر لانها لن تجد من ياخذ بيدها لان الجميع ضدها ، وما اسهل التدمير وما اصعب البناء .
ماذا باستطاعة الحكومة أن تقدم لاقناع المواطن بالمشاركة بالانتخابات النيابية 2020
ليس بالسهولة ان تجد هذا الكم من الاحباط لدى المواطن والحكومة ما زالت تتفرج ، المواطن بحاجة الى حلول آنية سريعة وليس حلول مستقبلية وآمال لا تتحقق .
على الحكومة أن تعيد هيبة مجلس النواب ، باقناع المواطن بجدية التغير ، وان يكون المواطن مقتنعا بأنه قد مارس حقة بالتصويت ، واختار من يراه مناسبا لخدمته .
اقناع المواطن بجدية الانتخابات ليست سهلة وهذه مهمة صعبة على الحكومة ، وعليها ان تبادر في ايجاد الحلول والا سيبقى الحال كما هو والاحباط مستمر .
أعيدو الهيبة لمجالس النواب ، وليكن المواطن شريكا فعليا بالاختيار ، وان لا يكون صوتا مقبوض الثمن.