07-03-2020 09:46 AM
بقلم : نضال عمر أبو زيد
انسجاما مع ما تم تقييمه سابقا في مقال تحليلي نشر قبل أيام حمل اسم "معادلة الصراع التركي السوري"، أشرنا فيه إلى أن أطراف الصراع في الملف السوري سيختارون طاولة المفاوضات لإيجاد حلول سيحاول كل طرف فرض اردته فيها، بعيدا عن المواجهة العسكريه المباشره، حيث يتوجه الرئيس التركي والوفد المرافق له اليوم إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي بوتين وعقد مفاوضات تتعلق بالملف السوري وإيجاد فرص لتخفيف التصعيد العسكري في إدلب، وتشير طبيعة الوفدين التركي والروسي إلى أن المفاوضات ستحمل طابع امني وعسكري اكثر منه سياسي حيث يرافق أردوغان مدير المخابرات التركي هاكان ووزير دفاعه خلوصي أكار وليس هناك مايشير إلى طرح حلول قد تحمل صبغه سياسيه، وبالنظر الى موازين القوى التفاوضيه نجد ان الوضع الميداني أعطى موسكو ورقة قوى في المفاوضات خاصة في ظل السيطره على مدينة سراقب، ولا زلت أؤكد ما تم تقييمه سابقا بأن موسكو ستلجأ الى ربط التطورات الميدانيه في شمال سوريه مع التطورات الميدانيه في ليبيا وبالتحديد ملف طرابلس لان جهة الصراع على الملفين واحده، وارتفاع حدة القتال من قبل قوات حفتر على جبهة طرابلس خلال الساعات الماضيه مؤشر يعزز هذا التقييم، حيث تحاول موسكو من خلال ارباك الحسابات التركيه في حين سيحاول وفد انقرا جاهدا ابقاء مسار التفاوض في حدود إدلب السوريه، ضمن مسارات اتفاق سوتشي واستانا والتي تتمحور في منطقه أمنه شمال سوريه تكون فيها طريق M5 و M4 تحت سيطرة الفصائل المدعومه من تركيا، وأعتقد ان تركيا ذهبت إلى موسكو على اساس انتزاع هذه الورقة المهمه.
فيما اتوقع ان يكون السيناريو الأكثر احتمالا: وقف إطلاق النار مقابل تنازل موسكو عن بعض المناطق التي سيطرت عليها القوات السوريه مؤخرا على طريق M4 المتجه من اللاذقيه إلى سراقب وحلب وبمحاذة الحدود التركيه - السوريه، مع بقاء طريق M5 تحت سيطرة الشرطه العسكريه الروسيه ودفع عناصر النظام والمليشيات المواليه لها شرق الطريق، وبهذا تشكل القوات الروسيه خط تماس متطابق مع اتفاق سوتشي ولكن هذه المره بإشرف روسي مباشر ، وبهذا السيناريو تكون روسيا اقنعت الدول الأوروبي بالضغط على انقرا للقبول بهذا الحل من أجل عودة اللاجئين إلى هذه المنطقه وانهاء ورقة اللاجئين المزعجه لأوروبا، والمنشغله اصلا بتمدد وتزايد خطر فايروس كورونا، وقد تقبل تركيا بهذا الخيار لكن بشرط وقف القتال على جبهة طرابلس من قبل قوات حفتر المدعومه من روسيا، واخذ ضمانات دوليه بمنع عودة القوات السوريه او المليشيات الايرانيه إلى غرب طريق M5.
السيناريو الأكثر خطوره: عدم قبول تركيا بالسيناريو السابق مما يعني ابقاء الخيار العسكري مفتوح وترك المجال لمن يفرض كلمته على الأرض، وهنا ستدخل الحسابات العسكريه على خط العلاقات التركيا - الروسيا.
واعتقد ان الدول الاوروبيه ستدفع باتجاه قبول السيناريو الاكثر احتمال الذي تم ذكره سابقا لمنع التصعيد بين تركيا و روسيا وإغلاق ملف اللاجئين الذي تستغله تركيا بشكل جيد ومنع الذهاب باتجاه السيناريو الأكثر خطوره، ويبقى خيار وقف إطلاق النار في إدلب نقطة ستحاول جميع الأطراف توجيه البوصله عليها في حين ان من يفرض كلمته على طاولة المفاوضات هو من يسيطر على الأرض اكثر.