بقلم : هاشم الخالدي

خلال الأسبوع الماضي تلقيت سيلاً من المكالمات التي تسأل عن سر هجوم سرايا على وزيرة السياحة مجد شويكة معتقدين لا سمح الله أن الأمر هو خلاف شخصي أو مطلبي.
و حتى أكون واضحا أمام الجميع فإنني أود أن أوضح سبب هذا الخلاف.

في العام الماضي وتحديدا في شهر 5 انضمت معالي الوزيرة لقروب أصدقاء سرايا الذي يضم نخبة مختارة من الوزراء و النواب و الإعلاميين و المحامين والنشطاء الذين همهم أن يرتقوا بهذا الوطن، فاقترح أحد الأعضاء أن نرتقي بالمنتج السياحي في البلد باعتبار أن السياحة في الأردن هي النفط الحقيقي للبلد.

توالت بعدها ردود الفعل المُرحِبة و خاصة من الوزيرة النشيطة انذاك واستمر الحوار ثلاث أيام تمخّض عنه طرح فكرة أن يقوم القروب بعقد مؤتمر ضخم لبحث مشاكل السياحه في البلد ومحاولة حل هذه المشاكل .

رحبت الوزيرة بهذا الاقتراح و استعدت لرعايته و الأخذ بتوصياته، فبدأنا بتشكيل لجنة لهذا المؤتمر مكونة من الدكتور خليف الطراونة و الدكتور فوزي الحموري و النائب السابق أمجد مسلماني و جهاد أبو بيدر و سهم العبادي و نضال البحري و شرف أبو رمان و رانيا حدادين.

استمرت الاجتماعات لأكثر من شهر و نحن نترك أعمالنا و نذهب لاجتماعات اللجنة من اجل دعوة أصحاب الاختصاص وترتيب فقرات المؤتمر حتى أن مالك فندق (هوليدي ان ) د.ماهر الحوراني استعد لاستضافة المؤتمر.

يومها بذل الزميلان رانيا حدادين و نضال البحري ما لم يكن متوقعاً من حيث التجهيز و تم دعوة كافة المختصين بقطاع السياحة سواء السياحة العلاجية أو سياحة الطيران و أصحاب المكاتب السياحية أو سياحة المواقع الأثرية و الفنادق و غيرها و غيرها و تم بالفعل بتاريخ 13/7/2019 عقد أضخم مؤتمر تحت مسمى " مؤتمر سرايا لتعزيز المنتج السياحي".


أمضت الوزيرة يوماً كاملاً في المؤتمر و استمرت لجان اخرى تكتب كافة التوصيات التي أخذت وقتاً طويلاً من الدكتور اخليف الطراونة لترتيبها بعد ايام وتصنيفها ثم الاجتماع لأكثر من مرة مع الوزيرة والأمين العام ورئيس هيئة تنشيط السياحة من أجل تنفيذ التوصيات كما وعدت معاليها .

وللعلم.. لم تدفع الوزيرة ولا الوزارة فلساً واحداً من تكاليف هذا المؤتمر الضخم، بل تكفل بمصاريفه الدكتور ماهر الحوراني الذي كلف الزميل نضال البحري بالصرف على المؤتمر
واستضافة الحضور على دعوة غداء على حساب الفندق وكل ذلك لأننا اعتقدنا ان الوزيرة تنوي بالفعل الأخذ بتلك التوصيات وتنفيذها لأنه وحسب ما ذكرت هي حرفياً ان هذا المؤتمر وضع الأسس الكفيلة لحل مشاكل السياحة في الاردن .

بعد ان انتهى المؤتمر استمر الدكتور اخليف والزميلة رانيا حدادين لأكثر من شهرين وهما يبحثان مع الوزارة كافة تفاصيل هذه التوصيات وكانت الوزيرة فرحة جداً بهذا الانجاز الذي قدمناه لأجل النهوض ببلدنا ، ولكن للأسف صُدمنا جميعاً بأن الوزيرة وضعت هذه التوصيات في أدراج الوزارة ولم تنفذ منها شيئاً، فأصابنا احباط كبير لم نشعر به من قبل ذلك.

أضف لذلك أن الوزيرة باتت معروفة لدى كافة الصحفيين بأنها لا ترد على هاتفها ولا تجيب على أي استفسار .. فهل عرفتم الآن سر الهجوم؟!

بالمحصلة .. فالحمدلله .. لا يوجد لي مطلب شخصي في الوزارة ولم أطلب أي خدمة من الوزيرة طيلة معرفتي بها حتى قبل أن تتسلم الوزارة ، وليس بيني وبينها أي خلاف شخصي سوى "الوطن" الذي حاولت أن أخدمه قدر ما أستطيع دون مقابل .. لكن النتيجة كانت الجحود والنكران و اهدار وقت كل من عمل على هذا المؤتمر الضخم . فهل هكذا تُبنى الأوطان يا معالي الوزيرة ؟؟


الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com

ملاحظة : ممنوع التوسط لشطب المقال أعلاه