09-03-2020 04:30 PM
سرايا - جاءت قرارات مجلس الوزراء الاخيرة المتعلقة بالاستعداد والوقاية للتعامل مع مرض فيروس كورونا والخاصة بتنظيم حركه السفر و اجراءات التعامل مع المسافرين القادمين الى المملكة و المغادرين منها في الاتجاه الصحيح ومتوافقة مع بروتكولات منظمة الصحة العالمية.
وقال استشاري وبائيات الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية ( امفنت) / الاردن الدكتور مهند عبد الفتاح النسور ان تقرر "الحكومة " تشديد الرقابه الصحية على كافة المعابر الحدودية، وتقديم النصائح للمواطنين بعدم السفر الى الدول الموبوءة الا للضرورة القصوى، وايقاف جميع الرحلات المدرسية الخارجية، ومنع اجازات الطلبة الاجانب الدارسين في المملكة ومنع السفر الى الدول التى ينتشر فيها المرض، وكذلك ايقاف الاجازات الخارجية للعمالة الوافدة، والحد من سفر الموظفين الرسميين للخارج الا بموافقة رئاسه الوزراء و ربطه بالضرورة القصوى يحد ويحاصر فيروس كورونا ويبقى المملكة خالية من الوباء.
وأضاف النسور ان الزام القادمين من بعض الدول الموبوءة بالمرض مثل ( فرنسا ،اسبانيا ،المانيا) احضار شهادة صحية من سلطات البلد المعني تثبت خلوهم من المرض، يأتي ضمن حزمة من الاجراءات المتخذة نظرا للتوسع الجغرافي للمرض ليشمل اكثر من (100) دولة موبوءة في العالم حتى هذه اللحظة، وفي حال عدم احضار هذه الشهادة يمنع غير الاردنيين من دخول المملكة، فيما يخضع الاردنيون الى الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما كالتزام بالمسؤولية المجتمعية في حال عدم احضار هذه الشهادة من مبدء المعاملة بالمثل.
وأكد ان تطبيق (الحجر الصحي المنزلي) وهو التزام الشخص بالبقاء في المنزل وعدم المخالطة او الاتصال بالاخرين طول فتره حضانة المرض والتي تمتد حتى 14 يوما، وان تبني الحكومة للحجر المنزلي كاحد الاستراتيجيات و الركائز الرئيسية كما فعلت الكثير من دول العالم، يعتبر من اهم اجراءات التصدي للمرض.
وقال ان اهم معايير الحجر الصحي المنزلي هي الراحة والاسترخاء للمحجور عليه في منزله و مراقبة الحالة الصحية العامة، وإتباع نظام غذائي صحي والاكثار من شرب الماء، واستخدام المطهرات لتنظيف الاسطح المختلفة، مع ضرورة تخصيص غرفة ودورة مياه مستقلة للشخص المحجور عليه صحيا في المنزل فضلا عن ان يتم تزويد الاشخاص بالية اتصال تمكنه من التواصل مع مقدم الخدمة والاجابة عن اي استفسارات كلما دعت الحاجة، والالتزام بفصل الاغراض الشخصية للمحجور عن باقى افراد المنزل .
كما يفضل ان يقوم شخص واحد فقط من العائلة بالعناية بالشخص المحجور عليه مع الاخذ بعين الاعتبار عدم السماح للحوامل التعامل مع الشخص المحجور عليه حرصا على سلامتهم.
ومن الضروري جدا التعامل مع الاشخاص في الحجر المنزلي بنوع من الهدوء وضبط النفس و عدم الخوف او الهلع، فهذا دور رئيس للاسرة في التعاضد و التكافل الاجتماعي في التصدي لهذا التحدي.
وأكد انه من اهم الامور في تطبيق الحجر الصحي المنزلي هو المتابعة وقدره الجهات الحكومية المعنية على تتبع جميع الاشخاص الذين يخضعون للحجرالصحى في المنزل من حيث معرفة العنوان و رقم الهاتف مما يسهل على هذه الجهات التواصل بشكل مستمر و يومي مع الخاضعين للحجر الصحي المنزلي بهدف الاطمئنان على صحتهم و التأكد من عدم ظهور اي اعراض مرضيه عليهم والتاكيد على اهميه عدم مغادرتهم المنزل مع الاخذ بعين الاعتبار اهميه التوعيه الصحيه لاسر وعائلات المحجور عليهم وتزويدهم بالمعلومات التثقيفيه اللازمه للتعامل مع الشخص المحجور عليه بهدف حمايته .
وفي غالب الامر و كاجراء روتيني يطلب من القادمين من الدول الموبؤه تعبئة استماره تحتوي على جميع المعلومات بهدف متابعتهم من الفرق الوبائيه المتخصصة كلما دعت الحاجة ، وهذا بدوره يقودنا الى ادراك اهميه تفعيل دور فرق الاستجابه السريعه المدربة على المستوى الطرفي في المحافظات المختلفه ، حيث ان هذه الفرق المؤهله تم تدريبها سابقا كفرق متخصصه في الوبائيات و الاستجاية السريعة للتعامل مع طواريء الصحة العامة المختلفة ، وعلى كيفية التعامل من الاشخاص المحجور عليهم منزليا هم و عائلاتهم و المخالطين لهم في محافظات المملكة كافة و ضرورة عدم الاعتماد على الكوادر المركزيه من مبدا اهميه تقاسم الأدوار و المسؤوليات المختلفة.
ومن الجدير بالذكر ان قرار "الحجر الصحي المنزلي" للقادمين من الدول الموبؤه من قبل الجهات المعنية جاء من باب النصح للمواطنين ولم يعطى طابع الالزامية في التنفيذ حتى الان ، الامر الذي سوف يتطلب توضيحات اكثر فيما يخص حقوق العمال وموظفي القطاعين العام و الخاص في حال الخضوع للحجر الصحي المنزلي و التغيب عن العمل، و لا يجب ان يغيب عن الاذهان الجانب الجزائي في حال اتخذت الحكومة القرار بالزامية هذا النوع من الحجر الصحي.