12-03-2020 10:21 AM
بقلم : أ.د عبد الناصر هياجنة
تستحقُ مدينة إربد أن تكون عاصمة الثقافة العربية في عام 2021 وهو ما حدث فعلاً حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إربد "عروس الشمال" عاصمة الثقافة العربية لعام 2021. وليس بعيداً عن إربد أن تكون عاصمة الثقافة والحضارة والحياة. فهي كذلك فعلاً بأهلها وأرضها ومواسم الخير فيها. وفي هذا السياق، تحتاج إربد إلى "فزعةٍ" حقيقية من الدولة وأهلها وكل الأردن؛ لتقدم إنموذجاً لعواصم الثقافة والإبداع والإنجاز والفن والأدب.
وليس ببعيدٍ أن تكون الجهات المعنية بالتحضير لاحتفالية وفعاليات "إربد عاصمة الثقافة العربية 2021" قد تدارست بعض المسائل التي ستجعل من الحُلم حقيقة وتكرّس الإنجازات التي حققتها إربد عبر الأزمنة. وأورد هنا بعض الأفكار على أن يوضع في الاعتبار وضع خطط بديلة تحسباً لأي طارئٍ محتمل قد يؤدي على تأجيل أو إلغاء الفعاليات كلياً أو جزئياً:
1. تجهيز و/أو إنشاء مركز ثقافي شامل ومسرح كبير.
2. تجهيز شارع ثقافي تكون ملامحه تراثية متميزة بالأنشطة والأماكن والمقاهي والصالونات الأدبية والصور ويعكس هوية إربد المحافظة والمدينة.
3. تجهيز و/ او إنشاء دار سينما على الطراز الحديث.
4. تجهيز مكتبات عامة صغيرة ومعارض منتظمة وموسمية للكتب وأخرى متخصصة بخيرات إربد لإبراز هوية إربد الحضارية والثقافية والإنسانية والزراعية والاقتصادية.
5. إعداد وتنظيم حدائق عامة وساحات للإبداع الثقافي والفني والأدبي والعلمي.
6. تجهيز أو إنشاء مراكز لتعليم الفنون والموسيقا والآداب والعلوم.
7. إنشاء دار نشر ومطبوعات في مختلف مجالات المعرفة والإبداع.
8. تنظيم فعاليات ومنافسات ثقافية سياحية موسمية في مختلف حقول الثقافة والفن والآداب والعلوم.
9. تنظيم فعاليات ومنافسات رياضية تجذب الجمهور فالثقافة والرياضة لا ينفصلان.
10. تجهيز و/ أو إنشاء متحف و/ أو معجم وطني يوثق التاريخ الثقافي والإنساني لإربد والأردن.
11. إعداد معجم لغوي يوثق اللهجات المحكية والموروث الشعبي في المدنية وقراها، والمصطلحات "الإربديّة" القديمة والحديثة مع ضرورة إرفاق ترجمة دقيقة للغة العربية حسب مقتضى الحال!
12. إبرام اتفاقيات تعاون وتوأمة مع العواصم والمدن العربية والعالمية التي حظيت بلقب عاصمة الثقافة من قبل، والاستفادة من خبراتها.
هذه الأفكار قد يكون بعضها قائماً فعلاً ويحتاج فقط إلى تأهيل وتهيئة، ويحتاج البعض الآخر إلى تخطيط بسيط وتنفيذ متقن، وما لن يسعف الوقت المتاح لإتمامه يوضع على جدول أعمال وخطط الجهات المختصة في إربد والأردن لتنفيذه بمدى زمني معقول وفق واقع الحال والإمكانات.
وفي ختام هذه الومضة، تستحق إربد جهوداً استثنائية من أبنائها وأبناء الأردن الكِرام لإبراز هويتها التاريخية والحضارية كمدينةٍ فذةٍ تجمع خصائص فريدة بين الأنماط المعيشية المختلفة لحياة الانسان. فهي مدينةٌ موغلةٌ في تاريخ الحضارة الإنسانية وقدّمت خلال مختلف العصور شواهدَ راسخةً على عراقتها وتفردها.
ستنجح إربد - كما هو شأنها دائماً - في أن تقدم للثقافة العربية عاصمةً جديدةً قادرةً على مجاراة حواضر الثقافة العربية في زمنٍ يتردى فيه الفعل الثقافي، ويتراجعُ الاهتمام به بشكلٍ مؤسف.
إربد عاصمة الثقافة العربية 2021، حدثٌ استثنائي كبير يتطلب جهوداً استثنائيةً وإبداعيةً خلّاقةً لإنجاحه وجعله علامةً فارقة في تاريخ المدن وعواصم الثقافة، "ها تشيف لعاد!".