12-03-2020 10:42 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56).صلاة الله تعالى وملائكته على النبي هي الثناء عليه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ),وصلاة الانسان على النبي , هي لمن طهر الفكر وزكى النفس بالإيمان ,ليثني على النبي مبلغ رحمة الله تعالى للعالمين ,فالايمان يكون ويعمر بالاقتداء والتسليم لهدي الرسول .صلى الله عليه وسلم , والثناء على الرسول هو الثناء على الله تعالى لارتباط الرسول بالرسالة .......................
المعلوم ان ثناء العبد لخالقه يكون على رحمته العامة والخاصة ,التي اشتقت من اسمائه الرحمن الرحيم , فالعبد حين يقراء اية (الرحمن الرحيم )في سورة الفاتحة يقول عز وجل اثنا عليا عبدي ,فالثناء يشكل محور اعمال العبادة ( الشكر)على كل هدي الرسالة ,ليبلغ صلاة الخالق التي تخرجه من الظلمات الى النور (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)). فالصلاة على النبي(اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد )،هي حقيقة بلوغ الثناء على الله تعالى ,والتي لا تكون الا بالاقتداء والتسليم بما سلم به رسوله ...........
المعلوم ان بداية سورة الفاتحة تتضمن الحمد والثناء والتمجيد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الحمد وهو بالقول اقرارا بان الله تعالى هو رب العلمين,وتصويب لمن اشركوا بالالوهية ,من قبل وبعد الرسالة ,حيث يقول الله تعالى حمدني عبدي ,وقد ورد في نهاية الصلاة على النبي ,كذلك ذكرالمجيد ,وهو تمجيد الخالق بانه مالك يوم الدين ,حيث يقول الخالق مجدني عبدي وصدق تمجيدة ان يحاسب المؤمن نفسه ايمانا باليوم الاخر وحسابه,نلاحظ ان الثناء على رحمة الله تعالى المشتقة من اسمائه الرحمن الرحيم ,كان ضمن الصلاة الابراهيمية ,في حين ختمت بانك حميد مجيد ,دلالة على ان الثناء كان في سياق دعاء الصلاة الابراهيمية ,ثناء خصص بالصلاة على النبي لان فيه فهم وسبيل بلوغ الرحمة بالاقتداء بمن كان خلقه القرآن الكريم.............
ربطت صلاة المؤمن بالنبوة ,كون النبوة لها اثار متبقية ,مثل الرؤية,والاستخارة ,وما يفتح الله تعالى بالفهم على دعاته ,كون المؤمن هو الطاهر النقي بسبل الهداية , المستغفر والذي يحاسب نفسه , يبلغ في ذلك التواصل مع رحمة روح الله باستجابة دعائه والاستعانة به,فالصلاة والسلام على رسول الله فيهما التواصل مع رسول الرحمة , وكون النبوة كانت مفتاح الرسالة ,والاعداد لها بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7), المدثر ..................
لقد من الله تعالى برحمته , بان جعل الصلاة على النبي دعاءا ,كونها بدئت ب.اللهم ,والدعاء هو العبادة , وهو مستجاب ,فمن صلى على النبي ,حبا لله به ورغبتا بالاقتداء ,صلى الله عليه عشرا ,صلاة رحمة تخرجه من الظلمات الى نور الهداية ,ليثني على الله ,بعمل شكر النعم ,وهي العبادة العملية في مجمل العبادات ,ومفتاح بداية الاعمال وتمامها بذكر بسم الله الرحمن الرحيم ....................
د. زيد سعد ابو جسار