14-03-2020 12:44 PM
بقلم : يوسف الشبول
العالم يسوده الحذر والقلق . والخوف هو سيد المشهد والدول تصدر التعليمات وتتخذ الإجراءات وتمنع التواصل وتغلق الموانيء والمطارات والمنافذ البرية وتعطل المدارس والجامعات ولا أحد في هذا العالم يعرف إلى أين تسير أو تتجه الأمور وما هو المصير وإلى متى ستحل العقد وتنفرج الكرب . وكأن هنالك قوة خارقة سيطرت على الأرض وكلبت بأذهان البشر وخيم الرعب وتوقف كل شيء والأسم الأقوى والمتصدر طلائع الأخبار ذلك الوباء الخطير كورونا . فيا له من عجب . أصبح الهم الشاغل لمعظم شعوب العالم هو إيجاد علاج شافي وناجع للتخلص من هذا الداء لأجل ديمومة الحياة والعيش الطيب .
ولكن الشعب الأردني وبحمد الله لا يعير أي أهتمام لذلك الشبح المخيف والمرعب . لأن الأردنيون أعتادو على ما هو أخطر وأسواء من كورونا وهو ما يسمى بفايروس أكلونا . فلا يفكر الأردني الا بطريقة لتأمين أدنى متطلبات الحياه له ولأسرته ولن يتعدى حلمه ذلك .
فارتفاع الأسعار الهائل وفاتورة الكهرباء والنفط وسداد الديون المتراكمة من أقساط وغيرها وضحايا القانون من المواطنين الذين ما زالو ينتظرون رحمة الحكومة لحل قضية المتعثرين واخراجهم من السجون وعودة المهجرين في الخارج إلى البلاد . ناهيك عن الفقر والفساد المتجذر الذي لا يدع في ذهن الشعب مجالا للتفكير كباقي شعوب الأرض حتى بخوفهم على حياتهم . والفضل يعود بذلك إلى الحكومات المتعاقبة التي ساهمت بتحصين وحصر فكر الشعب الأردني بكيفية الركض وراء لقمة العيش ليحصل عليها وان حصلها بالأساس مما سبب له شلل فكري شبه دائم وغضب ونكد مفرط من كل مناحي الحياة . فلا عجب من ذلك ولو كان في رجب فأنت جمل المحامل أيها الشعب العظيم حمى الله الأردن وأهله من الفايروس المتفشي اللعين.. أكلونا