14-03-2020 12:50 PM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
معروف في الطب ان اي مرض اذا لم يتم القضاء عليه فانه يمر بثلاثة مراحل متسلسلة في خطورتها, هذه المراحل تتمثل في مرحلة التفشي اولا, ثم مرحلة الوباء ثانيا, ثم بعد ذلك مرحلة الجائحة ثالثا, والمتتبع لموجات الاضافات الدينية غير المبررة من قبل بعض المنحرفين عن دين الله وسنة رسوله, يجد ان هذه الاضافات الدينية تمر بثلاثة مراحل ايضا تتمثل في مرحلة المحدثة, ثم مرحلة البدعة, ثم مرحلة الضلالة، والسؤال الكبير هنا هل البدع الدينية وفيروس كورونا تتشابه في مراحلها التي تؤدي في نهاية الامر الى هلاك الانسان وموته؟
التفشي يعني انتشار حالات المرض، في مجتمع أو منطقة جغرافية محددة، ويمكن السيطرة عليه ويقع تحت سيطرة جهاز المناعة لدى الانسان, ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع فقط،..اما الوباء فهو مرض تفشي على مساحة ومنطقة جغرافية كبيرة وواسعة،, ويبقى مستقر من حيث معرفة عدد الأفراد الذين يصابون به, ويبقى في حدود سيطرة جهاز المناعة لدى الانسان,..في حين ان الجائحة تعني انتشار الوباء على نطاق واسع جدا وان المشكلة قد تخرج عن نطاق السيطرة، وغير مستقر من حيث معرفة عدد الأفراد المصابين, ويؤثر على نسبة عالية من السكان, وان المرض ينتشر عبر الحدود الدولية ويصيب اعداد كبيرة من الأشخاص بسبب طبيعته السريعة المعدية, ويكون جديدا بالنسبة لجهاز المناعة عند الانسان وخارج عن نطاق سيطرته عليه.
فيروس البدع يؤدي الى الدخول في النار ومن ثم الهلاك والموت,..كيف لا (وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار), فالمحدثة تنتشر في مجتمع أو في منطقة جغرافية محددة وهي تشبه تفشي المرض تماما, ويمكن السيطرة عليها في بداية الامر عن طريق التخلي والابتعاد عنها ثم الاستغفار, واذا ما انتشرت المحدثة على مساحة ومنطقة جغرافية أكبر واوسع فإنها تأخذ شكل البدعة وهي تشبه هنا الوباء تماما ويمكن في هذه الحالة تركها والتخلي ثم التوبة, واذا ما انتشرت البدعة واصبحت تمارس من قبل اعداد كبيرة من الأشخاص فإنها تأخذ شكل الضلالة وهي تشبه هنا الجائحة تماما وعند ذلك تصبح ملازمة للإنسان ويصبح تركها او التخلي ثم الاستغفار والتوبة امر يصعب تحقيقه لدى افراد المجتمع.
مراحل مرض فيروس (كورونا) المتمثلة في التفشي ثم الوباء ثم الجائحة تشبه تماما مراحل الاضافات الدينية المتمثلة في المحدثة ثم البدعة ثم الضلالة، من حيث الشكل والمضمون وكلها تؤدى في النهاية اذا لم يتم ايقافها في المراحل الاولى الى هلاك الانسان وموته, وهنا نخاطب بعض المنحرفين عن دين الله وعن سنة رسوله, نخاطبهم بالتوقف عن الاضافات الدينية التي يعتقدوا ان السنة النبوية قد اغفلتها او اسقطتها, ونقول لهم قاتلكم الله, فدين الله وسنة رسوله مكتملة وغير ناقصة ولا تحتاج الى اضافاتكم المغرضة.
فمثلا, تساهل هؤلاء ببيوت العزاء وموائد اطعمتها بحجة القادمين من الاماكن البعيدة, وتساهل هؤلاء بالسرقة الخفيفة على انها حاجة ملحة, وتساهل هؤلاء بسماع غناء النساء على انها تشجع على تحرير الاوطان, وتساهل هؤلاء ببث فيديوهات نساء شبه عارية على انها فيها دروس وعبر للأخرين, وتساهل هؤلاء بالدياثة على انها رقي وتطور, وتساهل هؤلاء بوضع صور الاباء والامهات المتوفين رحمهم الله على اجهزة خلوياتهم على انها بر للوالدين.. اعتقد (والله اعلم) ان كل ذلك محدثات, واعتقد ان الله ورسوله بريء من تلك المحدثات, تماما كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام.
الصين بريئة من فيروس كورونا التي ربما يصل العالم به -لا قدر الله- الى مرحلة (الجائحة), والبقية عندكم...