15-03-2020 03:12 PM
بقلم : فدوى خصاونة
يقول أرسطو لا تخشى من تقدمك ببطء ولكن عليك الخوف من بقائك مكانك .
كل ما يدور حولنا يؤكد أننا لم نتقدم ولم نرواح أماكننا فلا زلنا نعيش في عصر الظلام والاستعباد والاستبداد .
نحاول أن نهرب من الجهل للجهل فنقع في مستنقع موحل .
نحاول أن نهرب من جلدتنا الجاهليه ونكون ذاك الإنسان الذي تظلله السماء وتمطر عليه رحمة من كثرة الدعاء ولكن دواخلنا تقتات حزمة من الظلال ونسير على غير هدى خبط عشواء .
نحاول أن نهرب من أشباهنا ونركب عقولنا فما نفع الغيوم للقمر وما نفع الظل للشجر وما نفع النور لكفيف البصر .
هكذا الجهل في الحياة يبدو كبناء واسع ولكن جداراته تطبق وتغلق مفرغة من الهواء خانقة كاتمة للأنفاس .
لا ريب أننا نعيش في ظلمات بحر لجي ، ولا أمل لنا بالنجاة والعبور إلى شاطيء الحاضر وكأننا على متن قارب ورقي بنيناه بأيد لا تصلح للمصافحة أو السلام فلا اقتراب ولا ملامسة ؛ ولكن يلزم عقولنا تعقيم وتطهير من براثن وقيود العابرين الطارئين ، ينبغي أن نصحو على روائح (الهاي جين) ونتفكر بما يحيطنا وإلا فبماذا ندرك حاضرنا بأي حال نخطو نحو القادم ؟
أما آن لنا أن نصوغ قصصا أكثر دهشة لنرويها لأبنائنا وأحفادنا .
أحسنوا ضيافة الحاضر وأحسنوا قِراه لنعبر إلى مدن المستقبل بأبواب مشرعة .
عقموا أدمغتكم قبل أفنيتكم ، حرروا أنفسكم من عبودية الوسواس وأحلام اليقظة التي باتت هي القوت والطاقة لنمضي بأوهامنا .
ولمَّا كان الحاضر يحتضر على سرير الضياع والانصياع؛ إيّاكم أن تغشُّوا في البناء أو تخطئوا في حساب الخلطات فتهدموا المستقبل .
ففي حضرة الحاضر ينبغي لنا أن نعيش التفاصيل بشيء من الوعي والتأمل بمدلولات كل شيء ؛ حتى لا يشتكي حاضرنا فيتداعى له سائر المستقبل بالحمى والألم فأحسنوا ضيافة المستقبل وقادم الأيام .