17-03-2020 11:58 AM
بقلم : ريبال ابراهيم دقدوق
الأولمبياد التي تعقد في طوكيو عام 2020
مؤتمر الجمعية الفيزيائية الأمريكية، أهم مؤتمر علمي في مجال الفيزياء.
مهرجان كان ، الدوري الإنجليزي
الكعبة المشرفة الذي يعقد فيها مراسم الحج والعمرة . جميع هذه المؤتمرات ستلغى .
هناك دول تقفل أبوابها و دول تمنع دول أخرى من دخول مواطنيها وكأننا في العصور الوسطى.
العالم يتأهب لمواجهة وباء الكورونا ؛ الناس تسأل بعضها بعضاً هل هذا هو الوباء الذي سيقضي على حياتي !
سنبدأ في أواخر شهر ديسمبر عام 2019 بينما العالم كله يحضر نفسه للاحتفال بالعام الجديد كان هناك أربعة شبّان صينيين في مدينة ووهان في الصين ذهبوا الى المستشفى وتم تشخيصهم بإلتهاب رئوي حاد .أولئك الشبّان يعملون في سوق شعبي في مدينة ووهان و أعراض الالتهاب بدأت في السوق في نفس الوقت للشبّان الأربعة .
لاحظ أطباء المستشفى بأن الحالات غير طبيعية و بدأ بإجراء
نقلهم و عزلهم عن باقي المرضى في غرف متخصصة للعزل في المستشفى.
اكتشف الأطباء أن هناك فيروس يصيب الجهاز التنفسي
و حاولت الصين أن تنكر هذه المسألة و حجبت التكلم عن هذا الموضوع . بعد مرور بعض الوقت ، اتصلت الصين على منظمة الصحة العالمية و أخبرتهم بأن هناك أربعة حالات مشتبه بهم بفايروس لم يمر علينا من قبل . وكان الرد من المنظمة : إغلاق مدينة ووهان الصينية بالكامل في محاولة إلى تقليل الخسائر الممكنة
وللأسف ، المحاولة لم تنجح بالقدر الكافي ولكن لو لا عزل المدينة كان الوضع أسوأ بكثير. الفايروس انتشر ، وصل إلى سبعين دولة ومقاطعة .
أكثر من خمسة آلاف شخص ماتوا في الصين ومنهم الدكتور العبقري لليان
وهو من أوائل الأطباء الذين اعترفوا بأن هناك مشكلة كبيرة يجب علينا حلها ومات بالفايروس بعد عشرة أيام.
العلماء أطلقوا على الفايروس اسم كوفيد 19 , واسم النواة داخل الفايروس هو سارس كوف2.
اسم كورونا الشائع هو اسم عائلة هذه الفيروسات.
ما هو هذا الفايروس ؟
هذا الفايروس ينتمي إلى عائلة كورونا والتي تسمى بالفيروسات التاجيّة وسميت بهذا الاسم بسبب شكلها تحت المجهر تظهر وكأنها تاج ملكي . فايروسات عائلة كورونا هي فايروسات شائعة في الحيوانات وفي البشر أيضاً ، وأغلب فصائلها هي حالات عدوى طبيعية أو برد شديد. ولكن هناك فصائل أخرى في هذه العائلة خطيرة جدا تنقل أمراض أخطر مثل فايروس السارس الذي ظهر عام 2002
وفايروس ميرس الذي ظهر عام 2010 وأعلن انه عام 2012
أعراض فايروس كورونا هي :
1. ارتفاع في درجه الحرارة
2. السعال الشديد
3. صعوبة في التنفس
4. التهاب الحلق
5. سيلان في الانف في بعض الحالات
في الحقيقة أن السعال الشديد وصعوبة التنفس هما اللذان يميزان فايروس كورونا عن باقي الفيروسات.
العلماء يعتقدون أن الفايروس الجديد هذا و سائر فيروسات كورونا أتت من الحيوانات إلى البشر ، وهذا خطأ شائع لأن هناك اختلافات بين الأحماض النووية لدى الحيوانات والأحماض النووية لدى البشر . فالأمراض لا تنتقل من الحيوانات الى البشر بسبب اختلاف أحماضها الجينية ولكن هناك بعض الحالات و التي تسمى طفرات جينية ، و بعد التدخل البشري في تغير بعض الطفرات الجينية ، لتصبح أكثر غشومية مما هي عليه .
ولكي تحصل هذه الطفرات يجب أن تكون في مكان يوجد فيه أعداد هائلة من الحيوانات والبشر . هذه المناطق هي المزارع و الأسواق الشعبية لدى المدينة .
سارس و ميرس ، اعتقد الأطباء انه من الوطواط.
اكتشفوا بعدها انه انتشر عن طريق القطط المتواجدة في الصين.
ميرس انتشرت من الجِمال.
كورونا ، الأطباء لديهم شكوك حول حيوان آكل النمل الحرشفي
و بعض الأطباء لديهم شكوك حول حيوان الوطواط .
عدد الحيوانات في الصين كبيرة جدا وبالتالي أسواق بيع هذه الحيوانات كبيرة أيضاً ،
و متطلبات السوق تختلف عن متطلبات باقي أسواق المدينة .
يبيعون لحم الكلاب ، مشويٌّ وكأنه يبيع لحم بقر ! و يبيعون الحية والفئران و لحم القطط أيضاً . و يبيعون الوطواط فيوجد حساء خاص لهذا الوطواط ويشربه الأثرياء وهذا أحد أهم أسباب حصول هذه الطفرات الجينية .
منظمة الصحة العالمية تواجه مشكلة الآن، فعليها إيجاد سبب الكورونا و إيجاد حل لهذا الوباء.
حددوا أولوياتهم ، أولاً ما هو هذا الحيوان الناشر للفايروس.
ثانياً دراسة سلوك فايروس كورونا وآلية تكيفه في أجساد البشر .
يوجد أكثر من 100 الف حالة مصابة على مستوى العالم ، و أكثر من 5 آلاف حالة وفاة بسبب هذا الفايروس
ملاحظة : هذه الأرقام من تاريخ كتابة المقال وهو 15/ 3/ 2020
يوجد هناك الكثير من التفاصيل والخفايا حول هذه الأعداد بسبب أنه يوجد هناك بلدان تعرضت لإصابات فايروس كورونا بالمئات
ولم تعلن عن أي حالة إلى الآن
لم يتوضح إلينا مسار انتقال الفايروس من الحيوان الى الإنسان ومن الإنسان الى انسان آخر .
من الأخبار المطمئنة في ظل هذا الكابوس اللعين أن حالات الوفاة التي حصلت بسبب الفيروس تعادل 2% الى 3.5% وهي نسبة أقل من نسبة وفيات مرض السارس وميرس ، كان مجمل عدد المصابين الذي توفوا حوالي 10% من سكان العالم أي أنه من كل مئة شخص يوجد 10 أشخاص توفوا بسبب المرض
ونسبة مرض ميرس كان 30% أي أن ثلث البشر توفوا بسبب هذا المرض.
أما كورونا نسبة الوفيات فيه 3.5% وهذا مطمئن نسبياً . حسب تقارير منظمة الصحة العالمية أن حالات الوفاة بسبب هذا الفايروس لدى ناس عندهم امراض مزمنة قائمة أو بين كبار السن ، أو بين الناس الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة .
80% من حالات المصابين بفايروس كورونا ظهرت أعراض عليهم خفيفة و بسيطة ، معظمهم لم يكونوا على دراية إصابتهم بالفايروس و بهذه الحالة ينشر الفايروس.
الأطباء تعلموا الكثير عن عائلة كورونا من مرض سارس وميرس ، وتجارب الماضي تترك علامات في المستقبل . بالنسبة للوضع الحالي يقول بعض الأطباء أن لا نصاب بالذعر ، منظمة الصحة العالمية الآن تختبر أول لقاح فعال
لفايروس كورونا ولكن هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً من سنة الى ثمانية عشر شهراً ، فترة قادرة على إنهاء البشرية .
الإجراءات المتّبعة حالياً ستساهم في الحد من نشر هذا الفايروس .
العالم أصبح قرية صغيرة بسبب وسائل المواصلات المتعددة و وسائل الاتصالات
فمثلاً الطيارة تنقل الأمراض مثلها مثل نقل البشر.
نعود إلى الماضي قليلاً عام 1918 انتشرت الإنفلونزا الإسبانية في أوروبا وعلماء اليوم يعملوا بجد خوفاً من أن يحدث انتشار الكورونا مماثلاً لانتشار الإنفلونزا الإسبانية .
هذا الوباء قتل حوالي من 50 مليون إلى 100 مليون إنسان في غضون أشهر معدودة ، أي ثمن العالم تقريباً .
الفرق الزمني بين فايروس كورونا و الإنفلونزا الإسبانية حوالي 100 سنة .
مؤخراً ، كشفت منظمة الصحة العالمية
على المحتوى الوراثي الكامل لفايروس كورونا.