26-03-2011 07:50 AM
بقلم : هاشم الخالدي
ربما لم تتجاوز حكومة الدكتور معروف البخيت شهرها الثاني حتى ادخلتنا في اتون ازمة حقيقية مع قوى المجتمع المدني والقوى العشائرية التي قالت كلمتها منذ تشكيل الحكومة مطلع شباط الماضي من ان شخص البخيت لا يعد وجها للاصلاح بحكم ما شاب حكومته السابقه من قضايا اشكاليه من ابرزها قضية الكازينو وتزوير الانتخابات.
رغم ذلك فتحنا بصيص امل بهذه الحكومة ان تنحو نحو الاصلاح وكان مستشاروا التجميل المحيطون به يقنعوننا في كل يوم ان الرئيس جاد هذه المرة بالمضي باصلاحات عاجلة وانه لن يكرر مقولة" حكومة السلحفاة " التي اطلقت على حكومته الاولى في العام 2007 عندما ادى تباطئها الى اقالتها من قبل جلالة الملك .
واسمحوا لي هنا ان اشكل نوعا من رصد اخفاقات حكومة البخيت بعدة نقاط ساجملها بالتالي كي تسهل على القارئ عملية الرصد .
اولا ً: اخطأ البخيت من حيث المبدأ بتوزير الدكتور حازم قشوع امين عام حزب الرسالة وهو يعلم مدى الخلافات والحساسية التي تغمر قلوب بعض الحزبين من توزير شخص واستثناء اخر وهو ما تسبب بالفعل فيما بعد بحرب كلامية بين حزب الرساله والحزب الوطني الدستوري الذي شكك بالشهادات العلمية للوزير . ما ادخل البلاد في معارك اتهاميه لا جدوى منها.
ثانياً : توزير نقيب المحامين الاسبق حسين مجلي وزيرا للعدل سيما وان الاخير معروف بقوميته وتاريخه السياسي العريق وهو من ابرز محامي الدفاع عن الجندي احمد الدقامسة ولا ادري كيف لم تتوقع الحكومة ان يدلي مجلي بتصريحات مؤيدة للافراج عن الدقامسة وهي تعلم ان مجلي ليس بالشخص الذي تبدله المناصب وللدلالة على كلامي فلم تكد تمضي ايام حتى ادخل مجلي الحكومة في ازمة مع اسرائيل حينما اعلن تأييده للافراج عن الدقامسة .
ثالثاً: اعتماد البخيت على ذات الادوات الاعلامية القديمة التي سبق ان ادخلته في اتون معركة مع الصحافة في عهد حكومته السابقة حينما فرضت جورًا وظلما مبالغ خيالية على اصحاب الصحف الاسبوعية كضريبة مبيعات مستحقة وهذه الادوات الاعلامية القديمة فرضت عليه اعادة تعين المستشار الاعلامي فراس المجالي ومدير المطبوعات عبد الله ابو رمان اللذان ادخلا البخيت هذا الاوان في ساحة معركة وسجال مع الاسلاميين لم نكن بحاجة لهما .
رابعاً " تباطئ البخيت بناءا على نصائح من المجالي وابو رمان بالعمل على تأجيل الغاء مدونة السلوك سيئة الصيت والسمعة التي اقرت في حكومة سمير الرفاعي السابقة والتي كانت قد خلقت ازمة كبيرة بين الاعلام والحكومة انذاك حيث نصحه هؤلاء الجهابذه على ما يبدو بالعمل مع الصحفيين والمدونه من باب " العصا والجزره" بمعنى الغاء مدونة السلوك مقابل ولاء الصحفيين للحكومة .
خامسا ً: ورطة البخيت في اختيار لجنة الحوار الوطني حيث اعتمد اختيار الاسماء حسب الصداقات والقربى والنسب والاسترضاء وهو ما خلق ازمة كبيرة عندما اختار وزير الزراعة سمير حباشنة وضع اسم شقيقه واختار مدير المطبوعات عبد الله ابو رمان وضع اسم شقيقه وهو ايضا وضع اسم احد ابرز اصدقاءه في اللجنه فيما تم وضع اسم امين عام الحزب الوطني الدستوري لامتصاص غضبه من توزير وزير البلديات اضافة لوضع اسم موسى برهومة رئيس تحرير جريدة الغد السابق الذي اشتبك مع المواقع الالكترونية ابان عمله السابق الامر الذي فهم على ان الحكومة جلبت هذا الاسم لاستفزاز المواقع والتقليل من احترامها رغم انها تسيطر على المشهد الاعلامي بالكامل وسبق ان اطاحت بحكومة سمير الرفاعي .
سادسا : اخطأ البخيت مساء امس عندما انصاع لنصائح مستشارية بافتعال معركة مع جماعة الاخوان المسلمين وتحميلهم مسؤولية احداث الداخلية واتهامهم بالانصياع لاوامر من سوريا ومصر ، اذ كان من الممكن للحكومة افتعال هذه المعركة لو كانت الظروف غير الظروف لكن " النرفزة " التي ظهر فيها البخيت على شاشة التلفزيون وهو يكيل الاتهامات للاخوان يوحي ان الرجل وصل مرحلة الارتباك الذي ربما ستستثمره جماعة الاخوان لصالحها وتقوم بحملة للاطاحه بحكومته سيما وان هذه الجهات بدأت ترد للبخيت ذات الاتهام بانه من افتعل الفتنه وليسوا هم... الم نكن بغنى ان عن اشعال هذه الفتنه بصرف النظر عمن اشعلها .؟؟؟؟
سابعا : عدم جدية البخيت في مكافحة الفساد اذ ان موقع بحجم سرايا كان قد كشفت وبالوثائق وجود تجاوزات في الضمان الاجتماعي وعطاءات الوحدة الاستثمارية في الضمان والرواتب الخيالية لمدير الوحدة الاستثمارية ومدير الضمان الاجتماعي ومدير شركة تطوير المفرق وغيرها الكثير من قضايا هدر المال العام في الوقت الذي لم يكلف فيه البخيت نفسه باصدار تصريح مقتضب حول جديته بوقف هذا الهدر ما يعني ان الرجل وصل لمرحلة الارهاق السياسي الذي يوجب رحيله .
ثامناً : عدم لجوءه للحكمة والحصافه في فض اعتصام الداخلية الذي كان يمكن ان يتم فضه باسلوب سلمي دون اللجوء للعنف وهو امر يتحمل مسؤوليته مدير الامن العام حسين المجالي ووزير الداخلية سعد السرور الذي افتقد هو الاخر لحرفة الذكاء والحوار ليتحول الى زعيم ميكروفونات لا اكثر ولا اقل حتى ان كثيرا من المواطنيين تناسوا اصلا وجود وزير داخلية اسمه سعد السرور لاقتناعهم بان الرجل فقد مكانته لدى الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني .
بالمحصله... فان مطلبا كمطلب رحيل الحكومة ومحاسبة وزير الداخلية ومدير الامن العام لم يعد مطلبا يدخل من باب الترف السياسي وانما اصبح مطلبا شعبيا ً بامتياز ....... فهل يفعلها البخيت فيصلح ام يرحل... اللهم اني بلغت فاشهد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-03-2011 07:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |