21-03-2020 03:17 PM
بقلم : د.بكر خازر المجالي
الفضل للمغفور له جلالة الملك الحسين قائد معركة الكرامة بتوجيه الحكومة والجيش لانشاء صرح تذكاري للشهداء ولمعركة الكرامة ، وجاء ذلك عقب حرب رمضان 73 والذي شارك الجيش العربي الاردني فيها وقدم 23 شهيدا على ارض الجولان وهو يقاتل الى جانب القوات السورية والعراقية الشقيقة .
جاء التوجيه بعد أن انشأت كل من سوريا ومصر بانوراما رائعة تدهش كل من يزورهما عن حرب تشرين وهما تتحدثان بالصورة والصوت وبابعاد عميقة عن دور الجيش السوري في بانوراما دمشق ودور الجيش المصري في بانوراما القاهرة ، وقد زرت وشاهدت الاثنتين ولم أجد اية اشارة لدور الجيش العربي الاردني .
وجيشنا العربي الاردني الذي له سجل مشرف من التضحيات عبر تاريخه على كل بقاع فلسطين وفي مختلف الواجبات الداخلية والخارجية يعتز بتاريخه ، فكان انجاز صرح شهداء الكرامة على المحور الرئيسي في الشونة الجنوبية بتمثال يحاكي الجندي الاردني بلباسه الحربي مع لوحات تحمل اسماء شهداء معركة الكرامة الـ 87 . وتم افتتاحه في 25 أيار عام 1976 ،في الوقت الذي كان يجري بناء صرح الشهيد في المدينة الرياضية والذي افتتح بعد صرح الكرامة بسنة تقريبا وتحديدا في 25 تموز 1977 ، .
وفي عام 2013 كانت هناك دراسة لانشاء صرح شهداء الكرامة فوق التلة القريبة من الصرح التي تعرف باسم "تلة الحاووز " والتي كانت عليها قيادة لواء الاميرة عالية التي كانت تقاتل على هذا المحور الرئيسي بقيادة العقيد كاسب صفوق الجازي ، وقد قدمت شركات محلية مختصة تصاميم متكاملة لصرح الشهداء تضم تمثال الصرح الرئيسي ومدرج للاحتفالات وقاعات للعرض والمحاضرات وكافتيريا ودكان هدايا ومراكز انشطة وقاعات للعرض السينمائي ،ومكان للمراسم ومعرض للاليات التي شاركت اضافة للغنائم من العدو ، بمعنى ان يكون المجمع هو مدرسة تتحدث عن قصة الكرامة بكل وسائل التكنولوجيا لتبقى راسخة ومصدرا للمعنويات والاعتزاز ولتكون خير الوفاء للشهداء فيها والجرحى ولكل من قاتل فيها من رحل ومن زال يحتفل سنويا بذكرى انتصار الكرامة .
في كل عام يجري الاحتفال في موقع صرح شهداء الكرامة ، ونرى الجندي بلباسه شامخا يمد يده نحو القدس ، وتهتم قيادة قواتنا المسلحة بابراز الحفل في افضل صورة ،مع تغير في نمط الاحتفال بين الحين والاخر ،مع اضافة قاعة او اكثر هذا العام ، ولكن لا زلنا نتطلع الى صرح شهداء الكرامة بمفهوم المتحف العسكري التاريخي المتكامل الذي يتجاوز تمثال الجندي الذي يمكن ان يكون في ساحة اي مدينة او الذي يجب ان يكون كذلك في كل مدننا ، واعود بالذاكرة الى صرح شهداء الكرامة على دوار مدخل مدينة اربد الذي استمر لسنوات بتصميم بديع ثم اختفى .
التحية لجيشنا العربي الاردني والتهنئة بهذا النصر المؤزر الذي انجزته سواعد جيشنا العربي الاردني في زمن قياسي وفي ظروف قاسية ،وتحية لشهدائنا الابرار ولكل من قاتل في هذه المعركة والكثير منهم بيننا ، والتحية لقائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يولي الامور التاريخية اهتمامه الخاص ، خاصة بعد انجاز متحف الدبابات المميز في عمان .