21-03-2020 03:22 PM
بقلم : غالب سالم عياصره
بزغ يوم الخميس الحادي والعشرين من اذار الساعة الخامسة والنصف صباحا تعالت صيحات النشامي الله اكبر الله اكبر تترنم على صدى صوت الرشاشات والصواريخ والمدفعية تهاوت دبابات العدو الغادر وغدت كدمى تحرق وسط لهيب البارود والنار، وتبعثرت في ساح الوغى وخارت قوى جنودها هلعا وفزعا ثم تكدست حول جسور العبور ومخاضات نهر الاردن الخالد ترتد غربا تارة ونحو الشرق تارة اخرى إذ اطّلعوا على جيشنا العربي الباسل فرسان الكرامة والحق فولوا فرار وملئت قلوبهم رعبا بإذن الله في لحظة عبورهم .
ولا زال جيش الكرامة الرابض على المرتفعات وفي السفوح يمطرهم بوابل من النيران ويفجر دروعهم ويسكت صوت مدفعيتهم ويحد من حركة قواتهم الغازية ويكبدها اكبر الخسائر في كل محاولة لتحقيق غايةٍ حسبوا انها رحلة غداء على جبال السلط الصامدة الابية.
وخاب امل العدو في تحقيق مسعاه في احتلال جبال السلط ؛ فانهالت طائراته تهاجم بلدة الكرامة الوادعة لتقتل الاطفال والشيوخ والنساء ويتنقل بنيران مدفعيته ورشاشاته ليعدم الحياة، وضم الى جانب تلك رمايات دباباته وكل قواته الغازية لكنه سقط يتجرع مرارة احزانه ومكره بعد أن هلكت كثير من قواته واحترقت دروعه وتعطل غطاؤه الجوي حين تصدت اسود جيشنا العربي لقواته الجبانة بالسلاح الابيض وشلت حركته فتقهقر يجر خيبة تلو خيبة مع ظهيرة نهار ذلك اليوم وانكسرت اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وتمرغ جنوده وقادته بالتراب .
انتصر حب الله والايمان ب"الشهادة او النصر" على اساطير العدو المتغطرس فتحطم ، امام قوة الايمان بالله ثم ارادة نشامى جيشنا الباسل في الدفاع عن الوطن والاهل وقيادته الهاشمية ليعانق نصر الكرامة شمس يومها وغدها ولتشرق على ديار الاردن واطفاله ونسائه امنا وخيرا بعد ان كسرت قوة الشر مهزومة مقهورة مدحورة مذمومة..
امتزجت ساعات يوم الكرامة الخالد بابتهال جندها مع بارئهم يصلون فجر ذلك اليوم الى الله ان يحقق على ايديهم النصر او الشهادة وقد اقسم بعضهم لبعض ألا يولوا الأدبار اإلا لقتال العدو أو الانحياز لفئة أخرى تقاتل العدو.
وصدقوا الله ما عاهدوا عليه إذ بلغت القلوب الحناجر فجاء نصر الله مؤزرا للذين آمنوا واتقوا وعملوا الصالحات .. نصرا رفرفت له راية الاردن خفاقة وانثنى العدو الإسرائيلي يلملم أشلاء قواته ومعداته تحت وابل من نيران مدفعية جيشنا العربي الباسل ومدافعه ورشاشاته بقيادة المغفور له الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه.
تلك الاسود التي تحصنت بالله وتمسكت بتراب الارض الطهور في جبالها وسفوحها وسهولها لتذيق الاعداء بعضا مما أرادوا أن يفعلوا ويكال لهم بمكيالهم، وابتلعت الأرض بعض آلياتهم فكان النصر من الله .
وتبقى الكرامة ليست كالايام العادية إذ هي نصر من الله وسؤدد وكسر شوكة العدو الاسرائيلي وفرح مضمخ بدماء شهدائنا الابرار مع مرارة فراق الاحبة لكن الوطن يستحق وحماية الاطفال والنساء والاعراض غاية كل نشامى جيشنا العربي الباسل
لقد سطروا ذلك اليوم صفحة جديدة مشرقة خالدة في تاريخ جيشنا العربي تعلو بها الهامات تعانق جبال السلط والشراه وسهول حوران ورسموا املا جديدا لمستقبل الاجيال القادمة ولامتنا العربية
وها هم اليوم يتابعون مسيرة الابطال بكل قوة وعزيمة وصبر يحمون أردننا شبرا شبرا ويغيثون الملهوف ويدرؤون خطر فيروس كورونا عن شعبنا الاردني وكل ساكن على أرضنا بالسهر والمتابعة وتطبيق الانظمة وتحقيق الامن لينام الناس وتبقى عيونهم مفتوحة أداءً لرسالة الانسانية وامتثالا لتحقيق امانة المسؤولية امام الله وقيادتهم الهاشمية.
هم الجيش الذي لا يخذل قيادته ولا شعبه حمى الله جيشنا وأجهزتنا الامنية ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا الهاشمية التي يقود مسيرتها جلالة الملك عبد الله الثاني ووطننا وشعبنا .