21-03-2020 04:11 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
تعيش معظم دول االعالم في ظلام فكري وحياة سوداوية حيث يتعرض معظم شعوب الأرض في ما يزيد عن مائة وخمسون دولة احلك ايامهم في مواجهة وباء الكورونا المرض الفيروسي الذي لم يُكتشف له دواء ناجع حتى الآن وما زال العالم والعلماء والأطباء يحاولون إكتشاف او تصنيع دواء ناجع له لينمكن العالم من محاربة ذلك الوباء اللعين لكي يرتاح العالم من الشعور بنهاية قريبة لكوكب الأرض حيث اصبح أيُّ فرد مهدّد في حياته مع إيماننا بان الأعمار بيد الله عزّ وجلْ ولكن حب الناس للحياة غريزة في الإنسان وتملأ وجوده وكيانه .
أمّا الآن وقد إقترب عدد المصابين حوالي مائتي الف مريض والوفيات ممن أصيبوا يزيد عن سبعة الاف فرد من دول عديدة وما زال الحبل على الجرّاروفي الأردن زاد عدد المصابين عن ثلاثون مريضا وبحمد الله لا يوجد متوفين وقد تدفق على الأردن الآلاف من المواطنين من مختلف الدول ليكونوا مع اهلهم واقربائهم وقد إتخذت الحكومة العديد من الإجراءات وقد تم فرض قانون الحكومة بفرض قانون الطوارئ لزيادة التزام المواطنين بالتعليمات والإجراءات الوقائية التي تفرضها الحكومة على المواطنين والذين يخضعون للإجراءات الطبية والوقائيّة المفروضة والتصرف في هذه الظروف بكل جدّية ومسؤولية وعدم اعتبار هذه الفترات العصيبة اوقاتا للراحة واللهو والتسلية والتسوُّق .
ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، الصادر العام الماضي، فإن الرعاية الصحية في البلادالعربية مع تغلغل الفساد في الكثير من انظمتها، تأتي في ذيل الترتيب عالميا، ويشمل ذلك ضُعف مهارات الكادر الطبي وكفاءته، وعدم توفر التجهيزات والطرق الحديثة في التشخيص والعلاج، وضُعف تجهيز المنشآت الطبية .
غير أن الآمر له شقه السياسي أيضا من وجهة نظر البعض، إذ أن العديد من المسؤولين العرب وحتّى في دول اخرى غربية وغيرها قدّموا منذ تسرّب الفيروس، تصريحات لا تنم عن شفافية، فيما يتعلق بحجم انتشار المرض، ومدى استعداد البلاد الحقيقي لمواجهته، وقد تحركوا في هذا الاتجاه مدفوعين، باعتبار أن الأمن الصحي، يمثل جزءا من الأمن القومي للبلاد، وأن الحديث عن الواقع كما هو من وجهة نظرهم، ربما يؤدي إلى زعزعة استقرار الأنظمة السياسية ، في وقت تسير فيه معظم وسائل الإعلام في غالبية تلك الدول، في ركاب النظام السياسي، ويبدو من المستحيل لها الحديث عن واقع انتشار المرض بمعزل عن النظام خاصّة بوجود خلافات بين الصين وامريكا وبين امريكا وروسيا وكذلك تطلعات بريطانيا التي إنفكت عن الإتحاد الأوروبي على زعامة الكون وتطلعات المانيا واليابان ونظرة كل منهما الى صدارة العالم في الصناعة والإدارة والتخطيط .
ولا يغيب عن البال إتهام ايران لأمريكا بوضع يدها في انتشار هذا الوباء في العالم بالرغم من نفي امريكا لذلك بشدّة , حيث انه في منطقة الشرق الأوسط، لا يستثني خبراء دوليون الوضع في إيران، التي كانت أكبر نقطة لتفشي المرض بعد الصين وايطاليا، ويعتبر هؤلاء أن عدم الشفافية أيضا في التعامل مع الموقف، أدى إلى فجوة كبيرة، بين ما كان يعلن رسميا من حالات إصابة، والشهادات المتسربة من الداخل، وقد أكد باحثون كنديون، ما خلص إليه هؤلاء إذ قالوا في دراسة لهم، إن سبب عدد الوفيات المرتفع في إيران، يعود إلى أن عدد المرضى كان أكبر بكثير، من الأرقام التي تعلنها الحكومة، وقدّروه ـ وقت إعداد الدراسة ـ بحدود 18 ألف إصابة , ويؤكد العلماء أن الفيروس يحتاج إلى خمسة أيام في المتوسط لتظهر أعراضه على الشخص المصاب ,ومن أعراض الإصابة به، ارتفاع درجة حرارة الجسم، يتبعه سعال جاف، وبعد أسبوع من ذلك، يشعر المصاب بضيق في التنفس، ما يستدعي علاجه في المستشفى , أعراض الذي يصاب بالمرض تشبه تلك المصاحبة لأنواع الفيروسات الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا , وقد يسبب الإصابة بمرض كوفيد -19 الذي يسببه فيروس كورونا، الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وقصور في وظائف عدد من أعضاء الجسم .
من المنتظر أن تبدأ أول تجربة على البشر لإنتاج لقاح يهدف إلى الحماية من فيروس كورونا، وتموّل الحكومة الأمريكية التجربة التي ستبدأ في مدينة سياتل باختبارات على 45 متطوعا من الشباب الأصحاء, وسيحصل المشاركون في التجربة على جرعات محدّدة من لقاح معين , ويعتمد اللقاح، الذي تجري تجربته، على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنّب الإصابة بالفيروس أو تعالجه .
وفي المرحلة الأولى من التجربة، ستختبر الجرعة اللازمة لاستنفار الجهاز المناعي للشخص هذا المشهد تكرر من قبل في السنوات الخمس الماضية وحدها، حيث تفشّى إيبولا، وزيكا، وفيروس كورونا آخر يسمى ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، والآن أصبح لدينا . .2019-nCoV"فيروس يعرف ببساطة بإسم
لكن بخلاف ما حدث في العديد من حالات تفشّي الأمراض في السابق، حيث استغرق تطوير لقاحات لحماية الناس سنوات، فإن البحث عن لقاح للمساعدة في وقف تفشّي فيروس كورونا بدأ في غضون ساعات من تحديد طبيعة الفيروس .
وقد أجرت امريكا فحوصا أقل بكثير من بلدان أخرى، وكانت بنسبة 26 لكل مليون شخص وهي نسبة تبدو ضئيلة مقارنة بنسبة 4000 لكل مليون شخص في كوريا الجنوبية
وقد أجرت بريطانيا فحوصا بنسبة 400 لكل مليون شخص، وإيطاليا 1000 لكل مليون شخص حتى العاشر من شهر اذار2020ويخشى خبراء الصحة من أن يكون الفيروس قد تفشّى في مجتمعات الولايات الأمريكية من دون تشخيصه بسبب الفحوص المختبرية القليلة التي أجريت في هذا الصدد وقد اتخذت الإدارة الأمريكية خطوة لإنقاذ أرواح الناس منذ لحظة مبكرة لبدء الأزمة في الصين, والآن تتخذ إجراءً مماثلاً مع أوروبا .
وفي وقت لاحق في شباط، فرضت الإدارة الأمريكية قيودا على دخول المواطنين الأجانب الذين كانوا في إيران، الخاضعة أصلا لمنع السفر، خلال الـ 14 يوما المنقضية .
وقد حظرت الولايات المتحدة دخول المواطنين غير الأمريكيين القادمين من 26 دولة أوروبية
وقالت منظمة الصحة العالمية إن القيود على السفر قد تكون مضرة "جراء إعاقة تبادل المعلومات وسلاسل التجهيزات والإمدادات الطبية، فضلا عن التسبب بأضرار اقتصادية .
وأوضح الرئيس الأمريكي أن معدل الوفيات بدا عاليا لأن العديد من الناس الذين كانت إصاباتهم معتدلة لم يراجعوا الأطباء، لذا فلم يدخلوا في عداد حالات الإصابة المؤكدة ,وفي هذه اللحظة، لا نعرف بدقة مدى إمكانية الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا، بسبب نقص البيانات عن حالات الإصابة على الرغم من أن أفضل تقدير للعلماء في هذا الصدد هو نسبة نحو واحد في المئة , (وقد بدأت بالفعل) عمليات اختبار اللقاح على الحيوانات، وإذا ثبت نجاحها فيمكن أن تكون هناك تجارب لاختبار اللقاح على البشر هذا العام .
وقد فرضت الولايات المتحدة ودول اخرى كثيرة قيودا على السفر وإجراءات حجر صحي، كالصين وإيطاليا وايران وغيرها، قد فرضت إجراءات عزل وحجر صحي واسعة النطاق شملت ملايين البشر.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"فإن العلماء يستبعدون تطوير لقاح ضد الفيروس عما قريب، ويوضحون أن الأمر قد يستوجب عاما أو مدة تصل إلى 18 شهرا، رغم بدء مركز بحوث أميركي في إجراء التجارب على أول لقاح محتمل ضد كورونا , وبما أن تطوير اللقاح سيحتاج إلى هذه المدة الطويلة، فإن الوباء سيظل تهديدا محدقا بدول العالم حتى سنة 2021 ، لكن الفيروس قد ينحسر في حال اتخذت إجراءات صارمة وناجعة لأجل الحد من انتشاره وهذا يعتمد بشكل اساسي على تفهم الشعوب لأهميّة الإجراءات المتخذة والتقيُّد بها ولجدّية الحكومات في تطبيق تعليماته والإجراءات المتخذة واهمها اهتمام الحكومات باوضاع مواطنيها وتيسير امورهم الحياتية في هذه الظروف الصعبة .
نسأل الله العفو والعافية وان يحفظ البلد ارضا وشعبا وجيشا وقيادة لما هو خير وأمان .
احمد محمود سعيد
عمان – الأردن
18/3/2020