بقلم : المهندس وصفي عبيدات
في هذه الليلة من كل عام نتهيأ لنحتفل بأميّن انت أمي وانت يا وطني ، نذهب للاسواق لنشتري هدية الأم ونلبس الجديد لنحتفل بكرامة الوطن ، لكن عذراً أمي فالليلة غير كل الليالي وعذراً وطني فلن نستطيع ان نحتفل بنصرك صباح الغدِ
في فجر كرامتكما ستدق ساعة الصفر لبدء حربٍ غير تلك الحرب ، غداً ستطلق صفارات الإنذار لا لنختبئ في الملاجئ من هجمة عدوٍ نعلمه ولكن لنختبئ في البيوت من هجمة عدوٍ لا يميز بيني وبينك وبين كل جندي لبس الشعار ورفع راية الوطن ، عدوٌ اعمى يفتك بكل ذي روح وجسد ، في السابعة فجرا لن استطيع ان احمل نفسي اليك أمي فوطني يواجه الخطر وأي خطر فاعذريني ان لم استطيع أن آتيك لاقبل رأسك واسجد بين قدميك في عيدك أمي ، فالوطن أمرني ان اصون العهد معه فلا اظنك تريديني ان اعصي أمر وطني .

مصادفة ارادها الله لنا لنحتفل بالنصر ليس من خلال الخطب ولكن على وقع زئير حركة الجندِ في شوارع وطني ، جيشنا أمي الذي فيه فخري وعزي طلب مني ان لا أكون جنبك في عيدك فلا استطيع الا ان اقول حاضراً لأمر الجندِ .

سأمر في هذه الساعة على ذكرى كرامة العز التي سطر فيه جند وطني نصراً ارفع به رأسي حتى القى وجه ربي ، ففي الكرامة عز وطني وفي ذكرى الكرامة يزداد عزي بكل الجند وبكل من حمل شعار وطني .
في الكرامة كنت في الثامنة من عمري ولم اكن شاهدا فاحصا لكل الأمر ولكني اليوم اشهد بسالة وقوة وطني .
أمي امرني الوطن ان أكون بعيداً عنك لكني والله وان خالجني الحزن على بعدي عنك في هذا اليوم لكني والله سعيد بوطني قائده وجيشه وكل شخص من وطني
اعلم ان قلبك معي وان كل لحظة تتوقعين ان افتح الباب لتستقبليني بابتسامتك التي تفتح آفاق السعادة والحب لكن غدا اعذريني فلن أستطيع الحضور لأجلك وأجل وطني

عذرا أمي وعذرا وطني فلن نفرح بكما غداً فأنتما اليوم تجابهون وكل الأردنيين حرباً مع عدو داهمنا بغير اذنٍ ولا نذرِ