22-03-2020 12:47 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
الشعوب على الكرة الأرضية يملؤها الخوف ويُرعبها الحديث عن فيروس متناهي في الصغر هو الكورونا ولم ولن تستطيع الجيوش المدجُجة بالأسلحة الفتّاكة من نووي وكيماوي وبيولوجي وذرّي وتكنولوجي وغيرها وكلُّها من صنع الإنسان ليدمِّر اخاه الإنسان وما أنجزه على الأرض وفي الفضاء من منجزات بقدرة الخالق بما يسّره لبني البشر من عقول ليتفكّر بها وقلوب لكي يحبّ غيره وحواس لينعم بها وبما تؤديه من عبادات لله ووظائف ومهام تعين الإنسان على التمتُّع بحياته وتُسهِّل العيش له ولكن الكثير من البشر طغى وسار وراء هواه إن كان فردا او دولة او أمّة ولم يتعلم بني ادم من نعم ربنا ولم يتّعظ مما حصل لأقوام غابرة طغت فأنزل الله عليها غضبه وغارت عن الوجود فهل نحن نسير بنفس الطريق والعياذ بالله .
قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) صدق الله تعالى وكأن الله تعالى يذيقنا بعض ما كسبت أيدينا من فسق وجحود وآثام بالرغم مما اعطانا الله من نعم وخيرات لكي نصونها ونتنعّم بها ونشكره تعالى على هذه الخيرات والنعم التي أغدقها علينا بلا منيّة ولا طلب وإنما رحمة منه لكي نعبده ونسبِّح له ولكننا واجهنا ذلك بالمعصية والآثام وكثرة الذنوب .
وها قد زاد عدد المصابين على ثلاثمائة الف نسمة وعدد المتوفين زاد عن إثنى عشر الف شخص , وما زال الداء يفتك بالمزيد وها قد أظلمت الدنيا في عيون الكثيرين من البشر وضاقت الأرض بما رحبت وسكتت الأسلحة مهما كان جبروتها وعجز العقل البشري بما وهبه الله تعالى عن إكتشاف دواء يُخفِّف المعاناة وحار العالم بقادته ومواطنيه الذين ن وصلوا القمر بإرادة الله على أن يعرفوا ما الذي يحدث سوى الإنتظار لقدر الله وجبروته وهو ارحم الراحمين ولكن البشر فسقوا وكانوا اتفه التافهين وما زال البشر يتشاجرون على المشتريات وكأنها ستحميهم من الموت او تنجّيهم من العذاب على ما فعلوه في حياتهم وكأنهم غير واثقين من ان التوبة الصادقة ورحمة الله فقط هي المأوى والمخرج الوحيد لهم من الدنيا الفانية للآخرة وهذا وعد الله لعباده حتّى بات الأخ يأكل أخته وأخاه وبات الإبن يهين أمه وأباه وبات الغني يبحث فقط عن مزيد لغناه وبات الفقير يبحث ويحصل على لقمة عيشه بمعاناه وبات الإبن من اجل مال او ارض او مخدِّر قد يقتل أمّه وأباه وبات الوزير يأكل حق العامل او شريكه حتى لو كان أخاه وأصبح الرجل يرتبط برجل آخر جنسيا ليلهوا ويحققا مبتغاهما والعياذ بالله وأصبح المسؤول لايعرف طريق العدل والمساواه واصبح الزعيم ينظر للرعيّة بعين مصلحته وليس حسب العدل وبما يُرضي الله , وهكذا أصبحت المجتمعات ممعنة في الكفر إلاّ من رحم ربّي ولذلك فلا نعُد مستغربين أن يكتب الله علينا الذلّ والهوان مؤمنين كنّا أو غير ومسلمين بالإسم كنّا او غير ذلك وهكذا نكون جنينا على انفسنا .
وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الالرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]
وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لمَّا قضى الله الخلقَ كتب كتابًا، فهو عنده فوق عرشه: إنَّ رحمتي سبقَت غضبي))؛ ممكن ان يكون حديث متفَق عليه ؟
قال الله عز وجل: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]صدق الله العظيم
وقال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49] صدق الله العظيم
وحتى بعد ظهر يوم 21 اذار عام 2020 حصد الكورونا حوالي ثلاثة عشر وفاة واصاب ما يقارب عن ثلاثمائة الف نسمة عدا عمّن لم يُبلّغ عنهم وما زال اللوباء يجتاح العالم دون إيجاد دواء ناجع له ودون تمكُن العقل البشري من صنع الدوواء لذلك الداء لأن الله لم يكتب ذلك حتى الآن علما بان عدد الوفيات حتى الآن في ايطاليا4825 وفي الصين3255 وفي ايران1566 وفي اسبانيا1326 وفي فرنسا 562 وفي امريكا 260 وفي بريطانيا 220 وفي هولندا 106 وفياتِ ومعظم هذه الدول إن لم يكن جميعها قد ظلمت الكثير من الدول والشعوب المسلمة ومنها العربية بغير وجه حق وهذا لا يعني ان هناك دولا اخرى لها ممارسات سوداء في حق العرب والمسلمين كما لا يعني انه لا يوجد ممارسات خاطئة في حق الشعوب العربية والإسلامية ولكنّ إرادة الله تطال كل ظالم عربيا او مسلما او غير ذلك وإنّ إغلاق الجوامع والكنائس والمعابد في وجه المصلين ومنعهم من العبادة بدافع حمايتهم وخوفا من هلاكهم بالكورونا وقد صُوِّر لدافع إنساني وصحيِّ ولكن الله يمهل ولا يُهمل لأنه اعلم بالنوايا .
وحسب موقع ايلاف الصادرة في لندن اخيرا وبعدما أكدت دراسة أميركية حديثا أن عقار هيدروكسي كلوروكين أشد فاعلية وقوة ضد الفيروسات التاجية "كورونا" من العلاج بالكلوروكين، بينت دراسة سريرية حديثة في فرنسا، أجراها البروفيسور ديدييه راوول، أن المرضى الذين تلقوا توليفة علاجية من عقاري هيدروكسي كلوروكوين وأزيثروميسين أتت نتائج فحوصهم المخبرية سلبية وتم علاجهم في غضون 6 أيام فقط .
إضافة إلى ذلك، تشير المبادئ التوجيهية العلاجية الأخيرة في كوريا الجنوبية والصين إلى أن عقاري هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكوين أثبتا نجاعتهما ضد فيروس كورونا المستجد,ويقول تقرير نشره موقع "تك ستارتابس" العلمي إن العامل العلاجي الذي يمنع الإصابة بكورونا المستجد مرغوب فيه جدًا، خصوصًا للذين يعانون مخاطر التعرض للفيروس كالمختصين في الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يعانون أمراضًا أخرى كأمراض القلب والسكري وغيرهما، ومن لا يتمتعون بأنظمة مناعة قوية. وتُظهر الدراسات المخبرية قاعلية رائدة لعقار هيدروكسي كلوروكوين في الوقاية من عدوى كورونا .
ولاحظ التقرير أن هيدروكسي كلوروكوين غير مكلف ومتوافر عالميًا على شكل أقراص، وحصل على الموافقة للاستخدام الطبي على نطاق واسع منذ عام 1955. وهو يستخدم بشكل شائع اليوم لعلاج الملاريا والذئبة الحمامية الجهازية والتهاب المفاصل , وأشار متحدث باسم "سانوفي"( المجموعة الفرنسية المختصة في الصناعات الدوائية ) إلى أنه على ضوء النتائج المشجعة لدراسة أجريت على هذا الدواء فإن سانوفي تتعهد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض، مشددًا في الوقت نفسه على أن المجموعة الدوائية مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية لتأكيد هذه النتائج .