حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 231

التعليم في ظل كورونا : التحدي والاستجابة

التعليم في ظل كورونا : التحدي والاستجابة

التعليم في ظل كورونا : التحدي والاستجابة

24-03-2020 01:54 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. فيصل الغويين

وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فإنّ أعداد غير مسبوقة من الطلبة تقدر بمئات الملايين انقطعوا عن مدارسهم وجامعاتهم، وتشير الخريطة العالمية إلى أن~ عشرات الدول قررت اغلاق مدارسها وجامعاتها، مما دفع العديد منها إلى اللجوء إلى الحلول الرقمية لادامة التعلم ومتابعة الدروس والامتحانات، خاصة في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، والصين وغيرها.

ويبدو النموذج الصيني الأوضح في هذه المجابهة، حيث كانت بؤرة الوباء وتمكنت من احتواء الأزمة وتجاوزها بكفاءة عالية، وهي من الدول المصنفة بجاهزية جيدة للتعلم عن بعد قبل انتشار الفيروس وإغلاق المدارس والجامعات، فكثير من المؤسسات التعليمية والمكتبات في الصين تستخدم الموارد الرقمية، وهو ما ييسر عملية الحصول على المحتوى التعليمي الكترونيا، بعد أن رفعت الدولة هناك شعار(التوقف عن الدراسة من دون التوقف عن التعليم).

ويعتمد مفهوم التعليم عن بعد على وجود الطالب في مكان يختلف عن المصدر الذي يتلقى العلم منه، وهو عبارة عن عملية نقل برنامج من مكانه في المؤسسة التعليمية إلىى أماكن متفرقة جغرافيا، بهدف الاستمرار في تعليم الطلبة الذين لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في برامج التعليم التقليدي. وقد بدأ هذا النوع من التعليم في بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية منذ حوال أربعة عقود حيث كان يتم إرسال مواد تعليمية مختلفة من خلال البريد إلى الطالب، وهو بذلك يختلف عن التعليم الإلكتروني والذي يعتبر أحد صور التعليم عن بعد وأحدثها.

وقد مثل الاضطراب الذي أصاب القطاع التعليمي بسبب انتشار فايروس كورونا فرصة لوضع هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها المختلفة موضع الاختبار في مجال التعليم بكل مراحله. وقد تكون هذه الأزمة مقدمة نحو إحداث تغيير جذري في تصورنا للتعليم عن بعد والتعليم الألكتروني الذي أشبعناه تدريبا وحديثا منذ أكثر من عقدين، وإطلاق حقبة جديدة يأخذ فيها هذا النوع من التعليم دورا محوريا.

ويبدو أنّ نظام التعليم عن بعد وطنيا في المدارس والجامعات أمر يصعب تطبيقه بشكل مرضي على أرض الواقع، وفي حين يبدو الطلبة مستعدون أكثر لخوض غمار التعليم الاكتروني لكونهم على تواصل أكبر مع التكنولوجيا وأدواتها، لا تبدو مؤسساتنا الأكاديمية كذلك. للأسباب التالية:
1-الافتقار إلى الكثير من المستلزمات والتقنيات اللازمة لهذا النمط من التعليم. فمؤسساتنا التعليمية غير مهيئة بعد لمثل هذا التحول.
2-عدم توفر تجارب سابقة لقياس مدى النجاح في حال التطبيق.
3-ضعف التفاعل لدى مختلف الفئات العمرية من الطلبة، وضعف امتلاك المهارات اللازمة عند المعلمين وأساتذة الجامعات.
4-الفجوة الرقمية على مستوى الدول وداخلها بين من يملك القدرة على الاتصال بالشبكة ومن لا يملك، وإمكانية وقوة الاتصال بالانترنت.

وفي ظل الأزمة الراهنة ، لا بد من الخروج بأفكار غير تقليدية لتخفيف الآثار السلبية الناتجة عن تعطل الحياة المدرسية والجامعية، واستغلال الامكانيات المادية والتقنية والبشرية المتاحة والبناء عليها. ويمكن القول أن الأسرة في ظل هذه الأزمة هي المعلم الأول والأكثر أهمية، وأنّ بإمكانها دعم أبنائها بشتى الطرق وتعويض ما فاتهم، وتلافي التأخير المتوقع في قطع المنهاج مع احتمالية إقفال المدارس طيلة ما تبقى من العام الدراسي، وفي هذا السياق من الممكن العمل على التخفيف من آثار الأزمة قدر الامكان من خلال:
1-أن لا يقتصر الاهتمام على طلبة الثانوية العامة، وقد يكون من الأولى الاهتمام بالأطفال في مرحلة الصفوف الأولى الأساسية؛ لعدم قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم، وعدم إتقانهم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، ولذلك يجب أن تهتم الأسر بهذه الفئة وأن لا ينقضي العام الدراسي بدون تعليم مهما كانت الظروف.
2-وضع برنامج يومي لتمكين الأبناء من متابعة دروسهم في البيت.
3-الاستفادة من المنصات التعليمية الإلكترونية المتاحة والتي تغطي دروسها مختلف الصفوف.
4- متابعة ما تبثه وزارة التربية من دروس على القناة الرياضية بالنسبة لطلبة الثانوية العامة.
5-ضرورة التفكير- بعد انتهاء الازمة- بإنشاء مركز وطني للتعليم عن بعد يكون قادر تقنيا على توفير مئات آلاف الاتصالات المتزامنة، مما يوفر إمكانية تعليم الالكتروني يجمع بين المعلمين والطلاب وأولياء الامور، ويتيح للمعلم استخدام الأساليب التعليمية الحديثة.
6- تخصيص ساعات بث أطول تلفزيونيا لتغطية مختلف المراحل والصفوف، وتوفير المحتوى التعليمي لأكبر عدد ممكن من الطلبة، وخصوصا الذين لا تتوفر لديهم شبكة الانترنت.
7-إنشاء قناة تربوية متخصصة في إطار مشروع متكامل في التعليم الإلكتروني المستدام لبث مواد تربوية وعلمية وثقافية.
8-أن تخرج الجامعات ووزارة التعليم العالي بمشروع متكامل يتيح مواصلة التعليم والتعلم عن بعد، بعد أن اتضح تفاوت قدرة الجامعات وجاهزيتها لمثل هذا التحول.
9-توفير الأجهزة الرقمية وإيجاد وحدات تقنية لتسجيل المواد التعليمية الرقمية، وإتاحتها للطلبة في مختلف مراحل التعليم.
10 إيجاد قناة بث إذاعي يمكن من خلالها شرح الدروس وبثها مباشرة عبر حساب الإذاعة على فيس بوك، وحفظ هذه الدروس عبر هذا الموقع لإتاحة الفرصة للطلبة الاعتماد عليها كمرجعية لهم وخاصة في المباحث العلمية واللغة العربية واللغة الانجليزية، مما يتيح إمكانية التفاعل المباشر ما بين الطالب والمعلم بالصوت والصورة والإجابة على أسئلة واستفسارات الطلبة في نفس الوقت.
11-إعداد المعلم وأستاذ الجامعة المتقن تكنولوجيا المعلومات، والتدريب على قواعد التعلم عن بعد لمواجهة الحالات الطارئة بشكل أفضل.
12- إيجاد منصات الكترونية خاصة بكل صف، ومحتوى تعليمي جاهز.

إن التحول المفاجئ الذي اقتضته هذه الأزمة الكونية باتجاه التعلم عن بعد، طرح العديد من الأدوار التي تمس كافة أطراف العملية التعليمية من وزارات ومدارس وجامعات ومعلمين وأساتذة جامعات وأولياء أمور وصولا إلى الطلبة.
ويمكن رؤية الفرصة المولودة من رحم الفيروس،(نماذج التعليم المنزلي، والتعليم عن بعد، والمدارس المتناهية الصغر، وغيرها). والموضوعة الآن تحت الاختبار الحقيقي، والتي من الممكن أن ينتج عنها فوائد بعد انقشاع غيوم الوباء، والاقتناع بقيمة مثل هذه الأنماط من التعليم وخاصة في الظروف الاستثنائية. كما يمكن أن تسهم الأزمة الحالية بتقوية المؤسسات التعليمية لإلزامها الاعتماد على التعلم عن بعد باعتباره أحد الآليات إلى جانب أنماط التعليم التقليدية.








طباعة
  • المشاهدات: 231
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم