24-03-2020 02:00 PM
بقلم : جهاد أحمد مساعدة
الحمدُ للهِ الذي ولَّى الأردن لسليلِ الشرفِ، وقيضَ لنصرةِ هذا الوطنِ ملوكًا اتفقَ عليهمُ مَنِ اختلف، من آل هاشمٍ الكرامِ خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ.
فحقٌّ علينَا تقديمُ ذكرهِم، ومنْ حقِّهم أنْ يغدوَ القلمُ مسطرًا لمناقبِهم وحميد سيرهم، من سعى منهم أضحى للمجد متقدمًا، فبدتِ المكرماتُ في أيديهم زندًا ومعصمًا، ومن حاولَ استباحةَ الوطنِ كانت سيوفهم عليه نارًا وحممًا.
ولما اجتمعتِ المناقبُ النبيلةُ في الملكِ الهاشميِّ عالي المقامِ عبدِ اللهِ الثاني بن الحسين -حفظَهُ اللهُ وأعلاه وأعزَّ سلطانَه وأبقاه- تنويهًا بشرفِ مكانتهِ وسموِّ قدره، واعترافًا بصنيعِه الذي تعجز العباراتُ عن وصفِه، وأنْ تقومَ بشكرهِ. وكيفَ لا وقدْ أقامَ دولةً العزِّ والشرفِ وأظهرَ فيها المحاسنَ والإحسان، فأرسى لها قواعدَ السلمِ والأمانِ، وصرفَ إليها اهتمامَه فآوى اليتيمَ وأروى العطشان.
صانً اللهُ بك أيها الملكُ حمى الوطنِ، فأرسيتَ الأمن، وسلطت سيفك في مجاهدة الأعداءِ فكنت متبوعًا لا تابعًا، وهداك الله إلى منهجِ الحقِّ وما زلتَ مهتديًا، والله ممدكَ بأسبابِ النصرِ والعزةِ.
ونحنُ نعيشُ اليومَ في ظلِّ هذهِ الجائحةِ الخطيرةِ، يتسوَّرُ أهلُ إربد شُرفاتِ العزِّ ويثبونَ إلى قمةِ الشموخِ والمجدِ مع قيادتِهم الهاشميةِ، دعاةُ حقٍّ يهتفونَ باسمِ الوطنِ ويرسموا له الطريق.
ما كانَ أهلُ إربد يومًا إلَّا بصفِ الوطنِ وقيادتهِ الهاشمية، وأن انتماء إربد للعرشِ الهاشمي ضاربًا في الأرضِ بعمقِ جبالها، وأن هممَ أهلهَا عاليةٌ بهمةِ مليكهمُ الهاشمي.
اليوم في إربد نشعرُ بالفخرِ وقواتُنا المسلحةُ ترابطُ لحمايةِ الوطنِ الغالي من عدو غاشمٍ لا يميزُ ولا يفرقُ بينَ أحد.
يشتاقُ أهلُ إربدَ للجيشِ المرابطِ -جيشَنا العربي صفوة الله في أرضِ الشام- على أرضِهم كاشتياقِ الأرضِ إلى الماءِ العذبِ بعد ظمأ طويل.
إربد المجد والتاريخ والعلياء ضمَّت أرضُها أجسادَ الصحابةِ الذين نشروا منابرَ النورَ، وما زالت مقاماتُهم وأضرحتُهم شاهدةً على مكانةِ هذه الأرضِ المباركة.
أرضُ إربدَ يطيبُ فيها الشعرُ والغزلُ، وفيها يطيب العيشُ والأملُ، وفي سفوحِها وتلالِها عبقُ الحضارةِ، ومجدُ التاريخ، فيرددُ أهلُها كلَّ يومِ قولَ الشاعر:
يا "أربدُ" الشماءُ يا أرضاً تنادينا، التلُ نادى ونادى السهلُ والجبلُ
أنتِ الحضارةُ والتاريخُ مُذْ وجدا، والوحي أنتِ وأبناءٌ لكِ الرُسلُ
يا سهلَ "إربدَ" يا "حورانَ" يا وطناً، فـيكَ الحـــياةُ وفيـكَ يُـلاقنـا الأجـلُ
هذا هو العهدُ نحفظهُ "لـإربـِدنا"، لن نُخلِفَ العهدَ والأنفاسُ تتصلُ
حمى اللهُ الوطنَ، وقيادتَه وشعبَه