25-03-2020 03:57 PM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
بدايةُ القول ونهايته ندعو اللّه - عزّ وجلّ - أن يحفظ وطننا الغالي وجميع العالم لما فيه الخير والصلاح السّداد، وأن يوفّق كل مسؤول لما فيه الخير للنّاس أجمعين. معتزين بكافة الجهود الوطنية العظيمة التي تمّ بذلها من بداية الأزمة وحتى اليوم والتي تعطي درساً للعالم أجمع باعتقادي، مع وجود بعض الملاحظات التي يجري تصويبها من قبل المعنيين وهذا وارد وطبيعيّ فجلّ مَن لا يخطئ!
اليوم سأتحدث باسم فئة من النّاس وهُم أصحاب الأعمال الحرة وأرى أنَّهم الأكثر ضرراً بما حصل من إجراءات وهنا أودُّ الإشارة إلى أنّني لستُ منهم لكنّنا يجب أن نشعر بالجميع!
جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين - حفظه الله ورعاه وسدد دائماً على طريق الخير والصلاح خطاه - فهو قدوةٌ لنا، فقد وجّهنا جميعاً أثناء خطابه و ذكرنا بحديث سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلم حيث قال : "المؤمِن للمؤمِن كالبنيانِ المرصوص ؛ يشدُّ بعضُه بعضاً".
لا أريد أن يتحوّل هذا المقال ليكون من باب التنظير، إلّا أنّنا يجب أن نهتم بهذه الفئة من المواطنين وحتى ساكني أرض المملكة فهُم ضيوف علينا ونحنُ النشامى وأرض النشامى المعروفين بالفزعة والكرم والوقوف إلى جانب كل ذي حاجة، وما أعظمه من أجر قضاء حوائج الناس ونفعهم.
فقد جاء في الحديث الصّحيح أنّ "... من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج اللّه عنه كربة من كربات يوم القيامة... ".
وهُنا أجتهِد في وضع هذهِ الحلول التي قد تكون صائبة أو خاطئة فهِي بحاجة إلى المراجعة ممّن هُم معنيين بتطبيقها أو تطبيق جزء منها سواء كان ذلك من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات أو القطاع الخاص أو مؤسّسات المجتمع المدنيّ أو المواطنين.
أولاً : إن كانت القدرة المالية متوفرة لدى صندوق المعونة الوطنية لدعم هؤلاء أو جزء منهم فسيكون ذلك عظيماً، مع معرفتنا بالأوضاع الاقتصادية التي نمرُّ فيها ويمرُّ فيها العالم بهذه الأوقات.
ثانياً : توحيد جهود الحكومة والقطاع الخاص ومؤسّسات المجتمع المدنيّ وكافة المواطنين الراغبين بالتبرع وإنشاء صندوق وطنيّ لدعم هذه الفئة، بحيث يتم فتح باب التسجيل للحصول على الدعم منه إلكترونياً بإشراف مباشر من صندوق المعونة الوطنية وباستخدام الموقع الالكتروني لبرنامج الدعم التكميلي على سبيل المثال ومن خلال مكاتب صندوق المعونة الوطنية المنتشرة في كافة مناطق المملكة أو رقم مباشر للاتصال من هؤلاء المواطنين المتضررين؛ لأن جزءاً كبيراً مِن هذه الفِئة لا يوجد لديه وصول إلكتروني في منزله. وهُنا أودُّ الإشارة أنّه ربما يكون محتاجاً للمساعدة ولا يعرف عنه حتّى جاره وهم الفئة الأحق بالدعم والحصول عليه لأننا نحسبهم أغنياء من التعفف.
وهذه الفكرة من باب الأمانة والشفافية قد سمعتها على لسان العديد من الأخوة والأصدقاء كما هي أو جزء منها وليست منّي إلا أنني أكون سعيداً بتطبيقها ونشرها.
ثالثاً: تقييم فيما إن كان يلزم إقتطاع نسبة مئوية من رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص لصالح الصندوق أعلاه ودعمه، فمثلاً يمكننا اقتطاع 5% لتغذية هذا الصندوق وليعلم كل موظف ومسؤول إن كان يأتيه دخلاً وهو جالسٌ في بيته الآن بأنه هُناك آلاف الناس حوله سواء عرفهم أو جهلهم بحاجة إلى مستلزمات الحياة الأساسية!
رابعاً : نستطيع كمواطنين وأفراد أن نتلمس إحتياجات أهلنا وأقاربنا وجيراننا من خلال الاتصال معهم وسؤالهم، أو من خلال التبرع بوضع مبلغ من المال لدى البقالات التي سُمح بفتحها اليوم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والله من وراء القصد،
حفط اللّه أردنّنا الغالي، حصناً منيعاً آمناً مستقراً بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته،