28-03-2020 04:24 PM
بقلم : جرير خلف
تجولت كثيرا (وانا جالس بالطبع)... تعبت ولم أنال شرف الرياضة المنزلية ... وحين كنت أمر ببصري ذهابا وإيابا على شكل رادار السرعة الذي أشتقت له ... توحدت الأشكال أمامي على شكل العتمة، والضوء الوحيد المكشوف لي كان ضوء الحمام ,
سألت نفسي: لماذا حين يهم كورنا بأحد يقبض عليه من عنقه أولا ويجعله كمن يقف على أصابع قدميه فقط؟!، ولماذا نخاف منه الجميع والنسبة المئوية للمقتولين على يديه لا تتجاوز الخمسة بالمائة ؟ فلماذا اكون انا الشخص القابع بين كفيه يحملني ألى حيث لا أدري ...! فهناك صاحب العمارة والبقال وهناك ألف شخص سرقوا منا كل شيْ وبكالمة واحدة على الجوال.
اصبحت مدمنا على فتح صفحة التعداد اللحظي للضحايا ووجدت ضالتي الخبيثه في تقسيم الدول من خلال التباين في عدد الضحايا (مصابين ومقتولين) فوجدت :
- دولا جرئية تنشر الحقيقة.
- ودولا صديقة تعتبر العدد الحقيقي عورة فتكشف عن فوق الصرة فقط.
- دولا لا تعرف انها مصابة .
- ودولا لا تعرف معنى الأصابة .
يقول صديق لي بأن هناك ظاهرة قد لفتت انتباهه : فالفيروس بدء بإسقاط الغرب وزعمائه أيضا دون خوف أو خجل ... فهذا جونسون وقبله الامير تشارلز والعديد من الوزراء والزعماء اصابهم الفيروس بكل وقاحه... نعم وسيشفون سريعا ولكن هناك أضعافهم من البسطاء والفقراء والمارقون على هذه الحياة بالصدفة سقطوا تحت رحمة الفايروس ايضا ولم يشعر احدا بهم حين رحلوا... بل سيصبحون تجارة رابحة لمن تبقوا ويبدوا أن إصابة زعماء (الكفار) أولا هو (تطبيل) لهم وعلامة فارقة بأنهم كانوا في الميدان بالمقدمة وسيعودون بعدها أبطالا حتى لو قضوا على كوروناهم الشخصي فقط.
ولا أدري كيف حسبها أحد البسطاء بأن كورونا إصطف مع الضالين اكثر من المؤمنين ... فقد خفف من سيئات (الزنادقة) حين اقفل في وجههم كل أماكن الفسق وصناعة (الكبائر) وقطع الطريق أمام النميمة والنظر الى الحرام حين تفرق الجمع ... وبالمقابل قلص حسنات ( المؤمنين) حين أغلقت دور العبادة وتعسرت الصدقات بإغلاق الطرقات وطارت الحسنات التي تصرف عند الزيارات الدينية ... لا أدري كيف حسبها هذا المسكين ولكن لعل له حسابات فوق البنفسجية ترى الدفاتر قبل جفاف الحبر فيها.
لا أحد يستطيع التكهن كيف سينتهي الكابوس (ويا ليته كابوس )...
جرير خلف