28-03-2020 04:32 PM
بقلم : هبة احمد الحجاج
قال الشاعرُ الدكتور عبد الناصر الهياجنه :
"يا "أربدُ" الشماءُ يا أرضاً تنادينا
التلُ نادى ونادى السهلُ والجبلُ
أنتِ الحضارةُ والتاريخُ مُذْ وجدا
والوحي أنتِ وأبناءٌ لكِ الرُسلُ
يا سهلَ إربدَ يا "حورانَ" يا وطناً
فـيكَ الحياةُ وفيـكَ يُلاقنـْا الأجـلُ
هذا هو العهد نحفظهُ لإربـِدنّا
لن نُخلِفَ العهدَ والأنفاسُ تتصل"
من هي إربد ؟!
مدينةُ إربد، تَقعُ مدينةُ إربد في شمالِ المملكةِ الأردنية الهاشمية ضمن نطاقِ محافظة إربد، وتُعتبر مركزَ المحافظة، تفصل بينها وبين العاصمةِ عمان مسافةٌ تقدّر بواحدٍ وسبعين كيلومتراً شمالاً، وتحتلّ موقعاً قريباً من الحدودِ الأردنية السورية في الواجهةِ الشمالية؛ إذ تَفصلُ بينهما مسافةُ 20 كيلومتراً جنوباً من الحدود، وتحتلّ المرتبةَ الثانية على مستوى المملكة من حيث عدد السكان.
إربد مدينةُ الجمالِ و الثقافةِ مدينةُ القمح و الأقحوان و الشعراء ، إربد التي تشتهرُ في فصلِ الربيع " في هذا الوقتِ من كل سنة " بدحنوناتها الحمراء التي تخرج من بين سهولها الخضراء، وكأنها ترسمُ لوحةً فنيةً للطبيعة الجميلةِ الخلابة ،
كانت إربد في كل سنةٍ في هذا الوقت منذُ مَرّ العصور تستقبلُ جميعَ زوارها ، وتفتحُ لهم أبوابها حتى يستمتعوا بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة ، فترى جميع الأردنيين حددوا بوصلتهم للاستمتاع بالأجواء الجميلة ولقضاء أسعد وأحلى الأوقات مع أهلها الطيبين في فصلِ الربيع، وقرروا عروسة الشمال " إربد " ، أنها تمامًا مثلاً العروس ، فالعروس تكون بأبهى طلةٍ وحُلِي وجمال ولا يُبَاهيها أحدًا بالجمال، وهكذا إربد عندما يَحل عليها فصلُ الربيع تكونُ من أجملِ المُحافظات .
وكما قال عمر العبداللات:
" شملت والنيه إربد
قلبي عليها متعود
عروسَ الشمال مورد
شملت والنيه اربد" .
قد تقولُ في نفسكَ يا لها من مدينةٍ جميلةٍ وساحرة ، بالتأكيد ستذهبون إليها هذه المرة أيضًا .
سنذهبُ ولكن ليس الآن ، عندما تسمحُ لنا عروسُ الشمال بذلك .
الآن دقَ ناقوسُ المرض في عروسِ شمال ، وكأنها مثلُ الأم التي تعتذرُ عن استقبالِ الضيوف أو الزيارات عندما تَشعر أن أبناءها وبناتها أصابهم المرض، وهكذا فَعلتْ عروس الشمال ، أقفلت أبوابها، واحتضنت أبناءها وبناتها، وأخذت ترعى هذا وترعى ذاك ، وكأنها تقول اعذروني عن عدم استقبالكم لكن أبنائي أهم .
نحن نعذرك ونتمنى أن تتعافي بسرعةٍ وجيزة، وأن تمرَ هذه السحابةُ عنك بسرعةِ البرق، ويتعافى أهلكِ الذين هم أهلنا وأحبائنا .
وفي ظلِ هذا الظرفِ المشؤوم لا أملك سوى الدعاء:
" اللّهم اشفها شفاءً ليس بعدهُ سقمًا ابدًا،
اللّهم خُذ بيدها، اللهم احرسها بعينك التى لا تنام،
واكفها بركنك الذى لا يُرام ، واحفظها بعزكَ الذى لا يُضام ، و اكلأها فى الليلِ و فى النهار .
و ارحمها يارحيم أنت ثقتها و رجائها يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين .
اللهم ألبسها ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجلًا ياأرحم الراحمين،
اللهم إني استودعتك إياها فاحفظها
اللهم اشْفِ مَرْضانا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ،
اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنْهَمْ ما هُمْ فِيهِ،
وَأَفْرِغْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَهْلِيهِمْ صَبْراً،
وَارْزُقْهُمْ الرِّضَى بِالقَضَاءِ،
وَعَاجِلَ الشِّفاءِ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا،
اللّهُم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد.
يا عروسَ الشمالِ سأعودُ مرةً ثانية ، وفي المرةِ الثانيةِ ستكونينَ مُعافاةً بإذنِ الله وسأجلبُ لكِ فوانيسَ رمضان هديةً لأبناءكِ لنزينَ فيها مدينةَ إربد الجميلة ونُضِيئُها من جديد .