29-03-2020 03:44 PM
بقلم : جهاد أحمد مساعدة
يا جيشَنا الظافِرَ حَيَّاكَ اللهُ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ فَأَنْتُم الأَهْلُ والعُزْوَة، وأَنْتُمْ أَهْلُ البَيْتِ.
انظُرْ إلى الشَّمْسِ فوقَ إربدَ مشرقةً، وشعارُ التاجِ فوقَ هضابِها، وتلالُها تتزينُ وتتلألأُ.
مع دخولِ جيشِنا العربيِ الأردنيِّ إلى مدينةِ العزِّ والشموخِ والكبرياءِ إربِد، إربدَ المجدِ والتاريخِ، يستذكرُ أهلُها بطولاتِ هذا الجيشِ وتضحياتِهِ العظيمةِ التي قدَّمَها سَلِيلُ آلِ الرسولِ الهاشميِّ الكريمِ في قيادتِه لأبناءِ هذهِ الأمةِ.
فالجيشُ العربيُّ الأردنيُّ يمثلُ عنوانَ أمةٍ مجيدةٍ، وهيبةِ وطنِ حملَ إرثّ الثورةِ العربيةِ الكبرى، ويمثلُ العمودَ الفقريَ لكيانِ الأردنِ الذي يقودُ الملكُ المعزُّ عبدُ اللهِ الثاني – حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- مسيرتَه مباركةَ مكللةَ بالعطاءِ، شعارُه الإنجازُ والصبرُ، ومواجهةُ التحدياتِ الصعاب.
ومنْ إربدَ التاريخِ والكرامةِ والعزِّ والفخارِ والشموخِ نقولُ لمليكنَا أبا الحسين:
يا عزيزَ الأمةِ، يا مليكَ العربِ، يا شريفَ النسبِ، يا منيفَ الحسبِ، يا عزَّ الإسلامِ، يا سالكًا طريقَ الآباءِ والأجدادِ، يا ملكَ القلوبِ، أي واللهِ إنَّ شعبَكَ سيكونُ عندَ حسنِ ظنِّكَ بهم، فنحنُ للوطنِ حافظون، وبالعروةِ مستمسكونَ، نعاهدُك على حمايةِ الوطنِ.
امضِ بنا أيُّها الملكُ الأجلُّ مكانةً إنَّا بكَ ومعكَ ماضون وعلى طريقِ الحقِّ سائرون.
أهلُ إربدَ يفتخرون بالشعارِ الذي يزينُ جباهَ أبنائِهم، كما يزينُ جباهَ الجيشِ بلونِه الذهبي، ومعانيهِ الساميةِ، نستمدُ منهُ العزمَ والعملَ، وأملًا تعلوه قوةٌ وحزمٌ. شعارٌ يحتضنُ التاجَ الملكيَ بسيفينِ متقاطعينِ دليلُ القوةِ والمنعةِ، كما يحتضنُ التاجَ الملكيَ السيفان المتقاطعان، ويحيطُ بهم إكليلُ الغارِ الذي يشيرُ إلى البطولةِ والسلامِ، يتوسطُه عبارةُ (الجيش العربي)، هذا الجيشُ الذي نذرَ رجالُه أنفسَهم للدفاعِ عن قضايا الوطنِ والأمةِ، رسالةُ الهاشميين التي حملَها الجيشُ، وأصبحتْ إرثاً تاريخياً يعتزُ بهِ، وينافحُ عنهُ بالمهجِ والأرواحِ.
الجيشُ العربيُ الذي سطرَ صفحاتِ البطولةِ، وقدمَ قوافلَ الشهداءِ على بواباتِ القدسِ واللطرون وبابِ الوادِ.
عندما يحتضنُ الجيشُ إربدَ نستذكرُ أنَّ إربدَ بلدُ الشهداءِ ورمزُ الكبرياءِ، إربد مسقطُ رأسِ وصفي التل، وفراس وكايد مفلح عبيدات أولِ شهيدٍ احتضنَهُ ثرى فلسطين.
الجيشُ درعُ الوطنِ وحصنُه المنيعُ، جيشُ البطولةِ والفداءِ والشرفِ والبطولةِ، القادر على حمايةِ الوطنِ ومكتسباتِه، والقيامُ بمهامِه حيثُ أصبحَ أنموذجاً في الأداءِ والتدريبِ، يتميزُ بقدرتِه وكفاءتِه العاليةِ بشتى الميادينِ.
الجيشُ العربيُ الأردنيُ الذي استقبلَ اللاجئينَ من أطفالٍ وشيوخٍ ونساءٍ، فآوى وعالجَ المرضى والجرحى الذين جاؤوا بحثاً عن الأمن، فكانت يدُ الجندي الأردني تمسحُ دموعَ طفلٍ، وتنقذُ عاجزاً، وتساعدُ شيخاً طاعناً، ونساءً أعياهنَّ التعبُ والمرضُ.
وهذا هو الجيشُ يحتضنُ الوطنَ، ويحتضنُ إربدَ وأريافَها خوفًا عليهم من عدوٍّ غاشمٍ لا يُرى، يريدُ أن يفتكَ بالجميعِ دونَ استثناءٍ.
إربدُ بقلبِ القيادةِ الهاشميةِ ووجدانِها، كما القيادةُ الهاشميةُ بقلبِ كلِّ فردٍ من أبنائها، فلقد قطعنا عهدًا على أنفسِنا أن نكونَ للعرشِ الهاشمي مخلصينَ وعن ثرى الوطنِ مدافعينَ.
كيف لا نكونُ لعبدِ اللهِ الجندَ الأوفياءَ وهو ابن الحسين الذي أسرَ العالمَ بحبِهِ، وتعلقَ بهِ شعبُهُ، القائدُ العظيمُ الذي ما زالَتْ ذكراه راسخةً في ذاكرةِ الأردنيين، محفورةً بأذهانِهِم، مسيرةً عطرةً تناقلَتْها الأجيالُ جيلًا بعدِ جيلٍ، فكانتْ حديثَ الآباءِ للأبناءِ، وحديثَ الأجدادِ للأحفادِ.
حمى اللهُ الوطنَ وقيادتَهُ، وحمى الجيشَ وأجهزتَهُ الساهرةَ على صحةِ أبناءِ الشعبِ.