29-03-2020 03:45 PM
بقلم : د . عيد ابورمان
لترجع الحياة الى طبيعتها لا بد من تظافر جميع الجهود , وصدقا ولأول مرة بحياتي أجد حكومة تعمل بكل جدية , وهدفها المحافظة على حياة الأردنيين , وتعمل على مدار الساعة لعدم تفشي وباء كورونا , وهذه الحكومة نفسها التي وصفناها بأنها من افشل الحكومات التي عاصرناها حيث بعدها زاد الفقر بعد ان فرضت ضرائب جديدة بمساعدة مجلس النواب والذي لم نسمع منهم صوتاً او ظهور , ولذا وبكل صراحة أكثرية الشعب الأردني يرى بأن حل مجلس النواب وتحويل كل موازنته لوزارة الصحة لمواجهة هذا الوباء , حيث مجلس النواب وافق على جميع قوانين الضرائب الجديدة وعلى موازنة الدولة , وحتى الزيادة التي أعطيت للموظفين لا تغني عن جوع ..
وبالعودة لموضوعنا الرئيسي حيث لا يزال تفشي فيروس كورونا في مختلف أنحاء حول العالم يستحوذ على مساحة واسعة من تغطية الصحف العربية والأردنية وخصوصا الالكترونية , وندعو الشعب الأردني إلى التضامن والتضامن مع الدول والشعوب فيما بينها للتصدي للوباء دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى ، فالخلافات السياسية تحدث بين الدول ، ولكن من غير الطبيعي أن تنعكس على المواقف الإنسانية في الشدائد والمحن .
أن التعامل الصحيح مع الوباء يجب أن يكون جماعيا ومن منطلق إنساني فقط ؛ لأن هذا الخطر لا يهدد إنسانا دون آخر ولا أمة دون أخرى، بعيدا عن أي حسابات أخرى , ونبتعد عن الإشاعات المغرضة والتي تهدم عن طريق التواصل الاجتماعي وما أكثرها وخصوصاً بالأزمات , حيث كل شخص يتعامل مع الإشاعة بطريقته الخاصة وصدقا الحكومة تتعامل مع الحدث بكل شفافية واحترافية , وأتوقع بأن الحكومة ستحاسب كل شخص اطلق اشاعة كانت تضر المجتمع بشكل كبير مثل إشاعة ان الدولة ستعمل على حظر كامل مما عمل فوضى كبيرة من قبل الشعب , حيث هرعت الى المحلات والأفران , وبالأخر نرى بأن الخبز نعمة الله وبكميات كبيرة بجانب الحاويات , وهذا هو الجهل بحد عينيه من قبل الناس التي لا تثق بقرارات الحكومة وللأسف .
وأخيراً أنه لا يمكن حصر مسؤولية التصدي للفيروس والعمل على احتوائه في الجهود التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للدولة أو تلك الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني ، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر ومن ثم هزيمته .
ولا ننسى دور الفرد هنا يكمن في مستوى الوعي المجتمعي ، هذا الوعي له دور مهم ومؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، بدون وجود وعي مجتمعي فعال فإن نسبة كبير
كبيرة من هذه الجهود يمكن أن تذهب هباء ,
أن أزمة كورونا سيكون لها تداعيات سياسية ، إذ يشكل فرض حجر المواطنين والمقيمين فى المنازل وكذلك حالة الطوارئ وأمر الدفاع فى الأردن فرصة غير مسبوقة للاستئثار بالسلطة السياسية قد يجنح إليها البعض في حين فشلت السلطة باحتواء الوباء لا سمح الله .
كما ستفتح مرحلة ما بعد الأزمة فرصة محاسبة كل من خالف القانون حيث تم توقيف الكثير من المخالفين وضبط السيارات وحجزها وفرض الغرامات وكل هذا كان ليس له داعي لو اننا التزمنا بأمر الدفاع وحظرنا انفسنا في بيوتنا من اجل سلامتنا ولنساعد الدولة على احتواء الوباء والذي عجزت عنه كبرى دول لعالم حيث تتلك الاقتصاد والتكنولوجيا والمال .
كيف يستقيم أن يكون الانكماش والانغلاق هو الحل في مواجهة وباء عابر لتلك الحدود المدعاة ؟ أسئلة كثيرة سيطرحها العالم الجديد ستكون لها تبعات على جميع الدول دونما استثناءات . العالم ما بعد كورونا سيكون بلا شك غير العالم قبله .
يتساءل الأردنيين عما إذا كان كورونا غضب إلهي .. ؟.
إن حقيقة الغضب الإلهي ثابتة بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، إلا أن هناك أمور بحاجة إلى التنبيه عليها، أولها " أن اعتبار كل مصيبة أو كارثة أو إخفاق معين غضب من الله سيقود إلى إلغاء بقية الأسباب الفاعلة في حدوث الظاهرة ، وهذا بدوره يخلق عقلية سلبية غير قادرة على البحث عن أسباب الخلل وابتكار علاج لها , فما دام أن المصيبة أو الإخفاق حدثا بسبب غضب الله فـ لماذا نبحث عن علاج لها، وهذا أمر فيه خلل
إن وباء كورونا عام على كل الدول ، ومن المؤكد أن لانتشاره أسبابا لا تتعارض مع المشيئة الإلهية، فلماذا ننظر له على أنه غضب إلهي علينا ؟
حفظ الله الأردن , وطنا موحدا عصياً كشأنه دوماً على كل التحديات والإشاعات والتطلعات المشبوهة , وحفظ قيادته الهاشمية العزيزة , وأدام عزها شوكة في حلوق المارقين والضالين والمضللين أصحاب الشعارات الهدامة والنوايا الشريرة ..