29-03-2020 03:47 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
حينما كان بالوظيفة كان لا يخرج من قوقعته التي عاش بها تحت سقف من البرستيج العالي والمركز والراتب والقيافة الجميلة وكان يتنفس وطنية ويميل إلى الصمت في كل يومياته ولم يخرج لكي يعبر عن أي خلل في منظومة هذه القضايا المتآكلة , في حين نراه الآن يتحدث بها وبعمق شديد على اعتبار أن الأشياء الآن كلها خلل وتحتاج تعديل في كل قيمها وأولوياتها , لم يستطيع التحدث آنذاك لأنه في إطار ذاك الزمن كان يتغلغل بالخراب والدمار الذي يصيب منظومتنا الأخلاقية وبحكم المزايا التي يتمتع بها يصمت بل ويكابر على إن كل شيء بالوطن جميل , بعد الخروج من الوظيفة والجلوس بالبيت يصبح الوطن الآن عرضة للكيل له ولأجهزته بما يندى له الجبين وكأن الوطن لم يكن يوماً باراً به وبما قدم له حينما كان يجلس على كرسي " دولة أو معالي أو سعادة " يصبح الوطن الآن يحتاج إعادة تنظيم وبطريقة لا تحترم تاريخ هذا الوطن .
نسي إن الوطن قاوم كل لحظات الانقسام العربي بل كان البيت الدافئ لكل منظومة الأمة العربية ...ونسي إن الوطن تحمل تبعات كل الحروب العربية منذ النكسة حتى سقوط بغداد وانهيار الحلف العربي الذي ولد ليرسم خريطة أمه , نسي إن الوطن حاربه الجميع لأنة أختار مصير أمته التي جاءت منذ تكوينه الدولة الأردنية بهدف عروبي خالص لكل القضايا المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين التي ما زال يقاوم لأجلها ولأجل شعبها البطل .
نعم نسي كثير من المواقف التي يقاسي منها الوطن جراء ابتعاد كل أولئك الذين كانوا يقفون مع الأردن في كل مِحنه يمر بها الوطن لأجل الأمة ومصيرها الذي أرتبط حتى بشعار الجيش الذي على رؤوس النشامى في كل ميدان وساحة ومكان .
اليوم الأردن ومؤسساته بالنسبة لهم تحتاج إصلاح , والأردن اليوم يضرب مثالاً في كل أنحاء العالم جراء أزمة كورونا التي ولدت قيماً جديدة في إطار اللحمة بين الشعب والدولة , اليوم من يتبرع لخزينة الدولة هم أبناء الوطن من يتصدى للإشاعة بحق الحكومة هم الشعب , اليوم ليس هناك نقد بل عطاء ليبقى الأردن قوياً عصياً على المحن .
نعم الأردن براء من كل تلك الأقلام التي تُدخل السُم بين الحروف عبر فضاء الكلمة التي أتاحتها لهم بعض المواقع لكي تتيح لهم تشويه صورة هذا الوطن العظيم ولكن الجميع يعلم إنكم تنطلقون من مصالح شخصية لا أكثر .
حفظ الله الوطن من كل حاقد .