30-03-2020 03:50 PM
بقلم : م.محمد السكر
عصر ما بعد كورونا ،ليس كما هو قبلها ،وعلى كل الصعد الأقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها .
عموما أنا سأركز على الناحية الأجتماعية وذلك بإعطاء مثل لمواطن قد اتى للأردن بعد عشر سنوات غربة في غرينلند !!!!
هذا المواطن صادف وصوله لثرى بلده بمرور سنة كاملة على تلاشي وباء كورونا ...اي بتاريخ شهر ايار عام ٢٠٢١ ...جاء بكل الحنين والشوق ...وحينما وصل المطار ..جرى الفحص عليه صحيا واحتجز لفترة لا بأس بها واخذت عينات منه لأختبارها...وقد تم التشديد عليه بإعطائه لهم بعنوانه الصحيح الصريح !!!!طبعا اخينا امتعض لكنه وجد العذر بسبب ذكريات كورونا المقيتة !!!!.
وصل بيت اهله ...رحبوا به أشد ترحيب ..لكنه لاحظ ان والدته قد عانقته مبعدة رأسها عن رأسه !!! اخوته سلموا عليه مصافحة وقد سارعوا بعد ذلك لغسل ايديهم !!!
كان يشتاق جدا لوليمة منسف وهو عشقه الأبدي ...لكنه صعق حينما تم توزيع صحون بلاستيكية مع ملعقة بلاستيكية لكل من الموجودين ....لم يستسغ ذلك ابدا ...وقد التهم وجبته على مضض !!!.
وحينما وزعوا فناجين القهوة تفاجأ ايضا أن الفناجين كرتونية !!!
وجد ان كل الملاعق والشوك والكاسات والفناجين والصحون والسدور هي بلاستيكية أو كرتونية !!!!!
في اليوم التالي حينما ذهب للمشاركة في مواراة الثرى على قريب له قد توفاه الله في الليلة الفائتة ...التقى اغلب اقاربه على المقبرة وجميعهم رحبوا به بدون مصافحة !!!حتى اهل المتوفي شكروه على قدومه بوضع ايديهم على صدورهم مع هز رأسهم اسفلا !!!!
لم يتكلم اي احد منهم عن غداء تربة ابدا ...فبمجرد مواراة التراب ،قد تفرق الجميع وحدانا وزرافات !!!!!.
اخذ اخينا يهز برأسه متعجبا : هل هذه الأردن التي طالما عرفتها ؟؟؟
هل فعل الكورونا فعله ليغيرهم تغييرا شاملا؟؟؟