30-03-2020 03:51 PM
بقلم : هبة احمد الحجاج
فجأة ومن غيرِ سابقِ إنذار ، دقَ ناقوسُ الكورونا ، وكأنهُ سحابةٌ ظَلماء اجتاحت العالم ، رأيتُ نفسي وكأنني في شوراعِ المدينة لوحدي لا أحدَ يوجدُ فيها إطلاقًا ، على رأي المثل " لا هابوب ولا دابوب " أخدتُ أمشي رويدًا رويدًا ، أبحثُ عن العالم ، عن السيارات ، عن المتاجر ، عن المدراس والجامعات ، أين طلابُهم ؟ الشركات ، المصانع ، أين الموظفين ؟!
أخدتُ أمشي وأمشي ، كان الهدوءُ قاتل ،قاتلٌ جدًا ، أخذتُ أركضُ وأركض ، ذهبتُ إلى مدرستي وأنا صغيرة لم أجد أحدًا ، ذهبتُ إلى جامعتي ، إلى عَملي ، إلى البقالةِ التي في الحي الذي أسكنُ فيه ، لا أحد لا أحد ، ما هذا؟ ما الذي يحصل؟ وكأن العالم انتهى ، أصبحتُ أصرخ ، لا لا لا لا واستيقظتُ بسرعةٍ على الفورِ من هذا الكابوس ،
وذهبتُ مسرعةً إلى نافذتي المطلة على شارعِ المدينة، شاهدتُ السياراتَ تمشي في الشوراع، ورأيتُ الناس تتمشى وتتحدثُ لبعضها البعض ، ركضتُ مسرعةً وبدلتُ ملابسي وكأنني أريدُ أن أذهبَ وأتأكدَ بنفسي، وكأنني لا أصدقُ عيني بعد هذا الحلم اللّعين ، وعلى الفور بدلتُ ملابسي وركبتُ سيارتي، وأخذتُ أنظرُ إلى الشوراعِ والسياراتِ كانت مزدحمةً ومزدحمةً جدًا ، لكنني لم أكترث بل كنتُ سعيدةً للغاية ، وأنا في طريقي إلى عملي، اشتريتُ من بقالةِ الحي ، لا أُخفيكم كنتُ مبذرةً نوعًا ما ، وكأنني أريدُ أن أقنعَ نَفسي أنّ البقالةَ مفتوحة ومزدحمة أيضًا بالناسِ، و الدليل أيضًا أنّي اشتريتُ منها أغراضَ كثيرة .
تابعتُ المسيرَ وأنا في الطريقِ رأيتُ مدرستي مفتوحةً والطلاب يتهافتونَ عليها بشكلٍ كبير ، يا لهُ من منظرٍ جميل وأخيرًا وصلتُ إلى عَملي ، وجلستُ على مَكتبي ، أنتظرُ فنجانَ القهوة ورأيتُ أصدقائي في العملِ ونظرتُ لهم بحبٍ واطمئنان ، وأشعلتُ الراديو وإذ جوليا بطرس " تقول " بكرا بيخلص هالكابوس وبدل الشمس بتضوي شموس"
نعم صحيح والحمد الله أنه انتهى ، الهدوءُ قاتلٌ ومميت.