31-03-2020 03:26 PM
بقلم : الدكتور صبري ربيحات
في الاردن هذه الايام الكل يقوم بعمل استثنائي.. وقد ننسى وسط انشغالاتنا بهمومنا الصغيرة اولئك الذين يصلون الليل بالنهار ويعطون للوطن بلا منه ولا ينتظرون شكرا او ثناء هؤلاء الرجال والنساء جنود واطباء ممرضون ورجال امن اعلاميون وتجار واخرون اقتضت طبيعة مهنهم واعمالهم ان يكونوا في مواجهة الخطر يدافعون عنا وعن انفسهم غير ابهين بالاخطار او مخضعين عملهم لمعادلات الكسب والخسارة... هؤلاء من يستحقون ان تخلد اسماؤهم باحرف من ذهب.... وهؤلاء هم اثلتنا وقدوتنا... ووفاء لهم ومن خلالهم نقول شكرا لكم ولرفاقكم بحجم الفضاء.
في معركتنا الضارية مع الكورونا يقف العشرات من النساء والرجال العظام على خطوط الدفاع الاولى مجهزين بحب الوطن ومعاداة الموت والانحياز للحياة .يرتدون لباس المعركة وقلما تجد عيونهم متسعا من الوقت لتخلد للراحة التي وفروها لنا وهم يلاحقون هذا العدواللعين...
مثل التشكيلات العسكرية يضع الدكتور عبدالرزاق الخشمان خطط المحاصرة والعزل فيدير مستشفى الامير حمزة الذي اصبح الواجهة الاولى التي يحارب عليها الاردنيون هذا الغزو الماكر...الى جانبه العشرات من رجال ونساء الادارة الذين يوزعون الكوادر على المكان ويزودوهم بالذخائر والمعدات ويحرصون على ادامة الروح المعنوية لمقاتايهم الذين احترفوا التعرف على ايقاع العدو والاعداد للفتك به قبل ان يتمكن من المعاقل التي يدخلها ويدمر الارواح التي يعلق بها.
في مقدمة الجبهة تتوزع كوادر الطواري التي تستقبل اشارات الخطر وتدقق في العلامات الفارقة له وتسارع الى اصدار توجيهات المحاصرة بعد ان يتيقنوا من اختراقه وتمكنه من حناجر المصابين ومساعيه للقبض على انفاسهم. على هذا القاطع يقف الدكتور عمر العبداللات رئيس قسم الطواري يحث تشكيلاته على العمل ويبث في اوصال جيشه الروح المعنوية التي يحتاجها الرجال والنساء الذين عاهدوا الوطن والانسان على الاخلاص والعطاء وضربوا لرفاقهم في المهنة اجمل الامثلة واصدقها وطمئنوا ابقراط ان القسم الذي ترن كلماته في اذانهم حي في قلوبهم وعقولهم وسلوكهم.
القائد الاخر الذي يدير المعركة وتفصيلاتها لحظة بلحظة وهو مدجج بالتجهيزات التي جللته واحاطت به واخفت ملامح وجهه المحب هو الدكتور ماجد نصير الذي لا يزال يقود كوادر القسم الباطني نحو النصر فيطمئن لحظة بلحظة على تقدم كوادره وقربها من النصر في هذه المعركة الفاصلة.
الاستطلاع والمساحة والهندسة اللازمة للمعركة ينفذها قسم الاشعة الذي يقوده احد اهم واعتق الاطباء واشجعهم. الدكتور العبد العكايلة رئيس قسم الاشعة يدير كوادر التصوير الشعاعي التي تلاحق العدو وترصد تحركاته وتتيقن من حركاته وتكتيكاته في كل جوف يحل فيه. في هذه المعركة الشرسة يحرص الدكتور العكايلة على ادامة الامل ومحاربة اليأس وقتل نوازع القنوط لدى كل من تمر اجسادهم على اجهزة التصوير العملاقة التي تديرها الاجهزة الطبية الاردنية بمحبة واقتدار.
الى جانب هؤلاء الجنرالات العظام يحق لنا ان نفخر بالالاف من الاطباء والممرضين والطهاة ومأمير التزويد والحركة والصيانة والمختبرات ورجال الحماية في مستشفياتنا ومراكزنا الطبية المنتشرة على طول البلاد وعرضها.