04-04-2020 02:13 PM
بقلم : آسيا أبوطوق
كلنا نعلم أن ضغوطات الحياة اليومية والواجبات المترتبة على كل منا ،تسرق الوقت فما إن أشرقت الشمس إلا وغروبها كان أقرب ، وتمضي الأيام على هذا النحو فقليلاً منا من يتذكر أصدقائه ويحادثهم وقليلاً منا من يزور أقاربه ويصل رحمه ، مع أن من أراد أن يخلق الوقت لهذا فقد يخلقه ، ولكن هل كورونا أحدثت تغيراً جذرياً في هذا ؟
في أزمةٍ أطفأت شوارع مدن العالم بهدوئها ، واختفاء سكانها في بيوتهم ، حدث انقلابٌ جميل ، فتحول الضجيج إلى داخل البيوت ، مكالماتٌ هاتفية من شخص لآخر ، ووسائل التواصل الإجتماعية لم تغلق من أول يوم في الحجر ، محبة وإشتياق وصلة رحم عبر الهاتف ، والكل يودُ أن يعرف أخبار من حوله .
لم يكن هذا التحول مزعج بل جميل فقد أحدث التقارب بين الأصدقاء والأقارب وأيضاً الجيران ، بعض الشوارع تمتلأ بأصوات الناس من خلف النوافذ ، ربما ليطمئنوا أن من حولهم على ما يرام ، والبعض الآخر لأول مرة يرى جاره في الحي من أسطوح المنزل ، و مكالماتٌ لأصدقاء لم نعرف عنهم شيء منذ فترة ، كان هذا زيادة في الود والمحبة .
أما عن الإنقلاب الذي حدث في إطارأسوار البيت بين الزوجين والأولاد ، لن نقول أن المشاحنات سيطرت على أجواء البيت فالفراغ يفعل كل شيء ، وتقلباتهم أصبحت أمرً طبيعي ، خصوصاً أن الرجل لا يستطيع أن يجلس بالبيت لعدة أيام وبلا عمل ، والمرأة لا تستطيع تحمل وجود الرجل أمامها لأيام بلا حراك، لكن هناك أمرٌ إيجابي فقد تساوى الرجل مع المرأة في الشعور ، لأن الرجل يخرج من البيت كل يوم وعند عودته يرى كل أمور البيت تامة من نظافة البيت إلى الطعام وهدوء الأولاد ولا يعلم تفاصيل شعور زوجته خلال اليوم ، الآن يشاركها بكل شيء وهذا سيحدث تغيراً إيجابياً في علاقتهما بعد إنتهاء الحجر .
أيضاً أحدث فايروس كورونا مساواة بين الغني والفقير ، من إلتزامهم مساكنهم إلى وقوفهم في نفس الصف على أبواب المخابز والبنوك والمحلات التموينية ، وشعور الغني بأهمية رغيف الخبز في الوقت الحاضر .
ما نستنتجه أن كورونا أحدثت عدلاً ومساواة بين الناس ، وأصبحنا نشعر بدول الشقيقة التي هي تحت الإحتلال وفي حجرهم لأعوام . الحمد لله أنه فايروس وليس حرب ، والحمد لله على نعمة الأمن والآمان .