06-04-2020 09:58 AM
سرايا - ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة السادسة من الأدنى له منذ مطلع شباط/فبراير 2002 وارتداد خام برنت للجلسة الرابعة من الأدنى له منذ 19 من آذار/مارس، حينما اختبرت الأدنى له في 18 عام متغاضية بذلك عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الخامسة في سبعة جلسات من الأدنى له منذ 17 من آذار/مارس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
ويأتي ذلك في أعقاب أظهر تقرير شركة بيكر هيوز تراجع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 62 منصة لإجمالي 562 منصة خلال الأسبوع المنقضي الجمعة الماضية، لتعكس ثالث تراجع أسبوعي لها على التوالي، الأمر الذي قد ينعكس على معدلات الإنتاج في الولايات المتحدة والتي ارتفعت في وقت سابق من الشهر الماضي للأعلى لها على الإطلاق إلى 13.1 مليون برميل يومياً.
بخلاف ذلك، يتطلع المستثمرين بعد غد الأربعاء لما سيسفر عنه اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الذي دعت له المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج عالمياً وأكبر منتج لدى أوبك وأكبر مصدر في العالم ولدى أوبك وذلك الاجتماع الذي من المرتقب أن يحضره حلفاء المنظمة المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً والذي تم تأجيله بعد أن كان من المقرر عقده اليوم الاثنين.
ويأتي ذلك وسط شح البيانات الاقتصادية في مطلع هذا الأسبوع من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً وفي أعقاب جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب الأسعار التي اندلعت مؤخراً بين الرياض وموسكو في أعقاب انقاء آجل اتفاق أوبك وحلفائها أو ما يعرف بـ"أوبك بلس" لخفض الإنتاج في نهاية الشهر الماضي عقب عدم توصلهم لاتفاق حيال تمديد الاتفاق وصراعهم في أعقاب ذلك على حصصهم السوقية.
وفي تمام الساعة 04:43 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم أيار/مايو المقبل بنسبة 4.71% لتتداول عند مستويات 27.32$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 26.09$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 28.34$ للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم حزيران/يونيو القادم 4.94% لتتداول عند 33.33$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 31.76$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 34.11$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى 100.71 مقارنة بالافتتاحية عند 100.70، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأسبوع الماضي عند 100.58.
هذا وقد تابعنا في نهاية الأسبوع الماضي التقرير التي تطرقت لكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتن صرح بأن المملكة العربية السعودية انسحبت من اتفاق أوبك بلس لخفض الإنتاج بهدف تدمير صناعة النفط الصخري الأمريكي، الأمر الذي تبعه بيات من وزارة الخارجة السعودية أفاد من خلاله وزير الخارجة السعودي الأمير فيصل بن سرحان بأن إلقاء الرئيس الروسي باللوم على الرياض عار تماماً من الصحة.
كما أفاد الأمير فيصل بأن "روسيا هي من رفض الاتفاق" وكانت المملكة و22 دولة أخرى تحول إقناعها بالاتفاق والتوسع في خفض الإنتاج آنذاك، وفي نفس السياق، انتقد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بدوره هو الأخر تصريحات الرئيس الروسي، مع تطرقه لكون "وزير الطاقة الروسي هو أول من أعلن لوسائل الإعلام أن جميع الدول المشاركة في حل من التزامها".
ونوه الأمير عبد العزيز بن سلمان لكون تلك التصريحات من قبل وزير الطاقة الروسي في وقت سابق من الشهر الماضي، دفعت "الدول لزيادة الإنتاج، ضمن العمل على تجنب آثار الأسعار المنخفضة والتعويض عن خسائر العوائد"، تلك التصريحات من قبل موسكو والرياض تهدد الاتفاق الذي لم يولد بعد، وذلك على الرغم من جهود الرئيس الأمريكي ترامب للتوصل مع الطرفين.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي سعى مؤخراً لإنقاذ أسعار النفط من الانهيار بسبب تفشي فيروس كورونا والذي أثقل بشكل موسع على الطلب وكذلك على شركات النفط الصخري الأمريكية التي على وشك الإفلاس، وقد تطرقت بعض التقرير لأهمية مشاركة صناعة النفط الصخري في الخفض لإنقاذ الأسعار، إلا أن مستشار البيت الأبيض الاقتصادي لورانس كودلو أفاد مؤخراً بأن الرئيس الأمريكي لا يستطيع إخبار منتجين في بلاده بخفض الإنتاج.
يترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق العمل مع صدور قراءة مؤشر التغير في الوظائف للقطاعات عدا الزراعية والتي قد تعكس فقد 100 ألف وظيفة مقابل 273 ألف وظائف مضافة في شباط/فبراير، بينما قد توضح قراءة مؤشر متوسط الدخل في الساعة تباطؤ النمو إلى 0.2% مقابل 0.3%. وذلك مع أظهر قراءة معدلات البطالة ارتفاعاً من الأدنى لها في خمسة عقود عند 3.5% إلى 3.8%.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب أعرب الخميس الماضي من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر عن تحدثه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وأن والأطراف اتفقت على تهدئة حده الحرب السعرية وتخفيض الإنتاج، وتابع ترامب ذلك بالأمر بتغريده أخرى دعمت أسعار النفط بأكثر من 20% آنذاك وبالأخص عقب إعلان المملكة العربية السعودية عن اجتماع طارئ لأوبك بلس لاحقاً.
وفي نفس السياق، غرد أيضا ترامب الخميس أنه تحدث منذ قليل مع صديقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي تحدث مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، وأتوقع وأتمنى أنهم سيقومون بخفض نحو 10 مليون برميل، وربما أكثر، إذا تحقق ذلك سيكون الأمر عظيماً للصناعة النفطبة، تلك التغريدات والتي تلك دعوت السعودية لاجتماع طارئ لأوبك بلس ساهم في توسع ارتداد أسعار النفط من الأدنى له في 18 عام.
ونود الإشارة، لكون المتحدث باسم الكرملين الروسي نفي الأسبوع الماضي أنه جرت محادثات بين الرئيس بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، موضحاً أن الطرفان لم يتواصلوا منذ بداية حرب الأسعار، ووفقاً لصحيفة وول ستريت فقد نوه مسئولين سعوديين بأن الرئيس الأمريكي يبالغ بعض الشيء بالأرقام، بينما وفقاً لوكالة بلومبيرج الإخبارية فقد صرح موفد لأوبك بأن خفض الإنتاج بواقع 10 مليون برميل يومياً "هدف واقعي".
ووفقاً لوكالة رويترز الإخبارية صرح موفد أخر لأوبك أن "أمريكا تحتاج للمساهمة عن طريق صناعة النفط الصخري"، ويذكر أن المسئولين التنظيمين في تكساس أفادوا مؤخراً بأنهم بدوا بالعمل على تخفض نشاط الحفر والتنقيب عن النفط، بينما صرح الرئيس الأمريكي ترامب والذي التقى الجمعة بكبار مسئولي الصناعة، بأنه لا يمكن إخبار أحد بوجوب تخفض الإنتاج لوجود قوانين تجرم الاحتكار وتمنع أي شكل من أشكل التعاون المنظم على الإنتاج.
ووفقاً لأخر التطورات المتعلقة بالأزمة الصحية العالمية وتفشي فيروس كورونا، فقد انخفضت الوفيات في ولاية نيويورك للمرة الأولى وذلك على الرغم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً من أن الفترة المقبلة "مؤلمة" لبلاده، وذلك عقب إعلانه مؤخراً عن تمديد الحجر الصحي في أمريكا حتى نهاية هذا الشهر للحد من انتشار الفيروس التاجي.
كما سجلت إيطاليا أقل عدد وفيات في أكثر من أسبوعين، وسجلت فرنسا أدنى رقم في خمسة أيام وانخفض حصيلة الوفيات في إسبانيا لمدة ثلاثة أيام متتالية، بينما تم إدخال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المستشفي لإجراء الفحوصات بعد إصابته بالفيروس لمدة 10 أيام، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس لقرابة 1,137 ألف ولقي 62,955 شخص مصرعهم في 208 دولة.