حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 514

وقفة تأمل

وقفة تأمل

وقفة تأمل

06-04-2020 02:55 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض خليف الشديفات
وقفة تأمل مع الآية " وفي أنفسكم أفلا تبصرون "
في الآية دعوة كريمة إلى الإنسان أن يبصر ما في نفسه من مظاهر قدرة الله تعالى ، ومن العجائب التي يفنى الدهر ولا يمكن له أن يحيط بأسرارها ، وكلما جاء عصر كشف الجديد والمزيد من أسراره، فالمجال رحبٌ وواسعٌ للتفكر والتأمل في النفس الإنسانية ، فهذا الإنسان عجيبة في خلقه وتكوينه الجسدي والنفسي والعقلي والروحي ،الأطوار التي مر بها ، مراحل تكوينه ، مراحل حياته ، التغيرات التي تطرأ عليه ، أحواله الجسدية ، ولا يستطيع الواحد منا أن يعرف نفسه التي بين جنبيه ، ولا يستطيع أن يعرف ما باطنه من الخفايا والأسرار ، هل يستطيع أعظم العلماء من البشر أن يحيط بعمل كل الأجهزة الموجودة في جسده ؟ كيف تتعاون كل الأعضاء في جسم الإنسان لتقوم بوظائفها في تناسق تام ، وفي تجاوب دقيق مع بعضها ، إذا تعب عضو منها تداعت له بالسهر والحمى ، مجموعة كبيرة من الموازين المنسجمة فيما بينها ، ميزان الحرارة ، ميزان الضغط ، نسبة السكر ، نسبة الدهنيات ، نسبة الأملاح ، الهرمونات .... ألخ .
إن المجال الرحب للتفكير في النفس الإنسانية يجعل الإنسان يفكر في نفسه التي بين جنبيه ، كم فيها من الأسرار التي تعجز كل العبقريات عن كشفها أو الإحاطة بها ، فهي مستودع لا حد له من المشاعر والأحاسيس ، ومن المتقابلات ، ومن المتناقضات على حد سواء ، ومن التغيرات والأحوال التي تطرأ عليها في اللحظة الواحدة ما يجعل المرء يحار في سرعة تبدلها وتغيرها ، فما بين الفرح والحزن لحظة ، وما بين السعادة وعكسها لحظة قصيرة ، خبر واحد قد يقلب حياة الإنسان رأساً على عقب ، موقف واحد قد يغير مجرى حياة الإنسان ، حدث بسيط قد يترك أثره لسنوات طوال ، معروف واحد قد يجعل الإنسان أسيراً لذلك المعروف طيلة حياته ، نظرة واحدة قد تفعل فعلها في نفس الإنسان ما لم تفعله عشرات المواقف .
وفي نفس الإنسان من النشاط والحيوية ما يحيّر العقول ، فلدى الإنسان من الطاقة المعنوية ما يبعث على الدهشة من اين جاءت كل هذه الطاقة؟ وكيف تختفي ؟ ، الخمول والنشاط من خصائص النفس ، السكون والراحة ، التواضع والتكبر ، الحب والكره إلى ألخ .... ، كل فرد من بني الإنسان عالم قائم بذاته وقدراته ، كل فرد نموذج مختلف عن الأخر، لكل فرد بصمة خاصة في أصابعه ، بصمة في عينه، بصمة جنسية ، بصمات متعددة لا تتشابه مع ملايين البشر ، جينات وراثية تمّيز كل فرد عن الأخر، أما عالم الروح في جسد الإنسان ، عالم يمنح الحياة إلى أجل مسمى ،الأرواح تتنافر وتتلاقى في عالم لا يستطيع كل العلماء أن يفسروا سر التجاذب فيما بينها ، ترى إنساناً فتحبه لأول مرة وكأنك تعرفه منذ زمن طويل ، وترى أخر فتنفر منه وكأنك قد خبرته فترة من الزمن ، الروح تسرى في عالم الروحانيات فتشعر بسعادة غامرة لا مكان لها في عالم المادة ، وحيناً أخر تسرى الروح فتشعر بانقباض شديد وكأنك تحس بألم لا تعرف مصدره ، وفي عالم الروح ينام الجسد فترى الروح من عالم الرؤيا ما يفوق الخيال ، في لحظات تطوف الروح في الأنهار أو الجنات ، أو تخاطب الأموات ، في عالم الروح ما لا يستطيع كل البشر أن يفكوا سره مهما بلغوا من العلم ، الجسد محل بحث العلماء والأطباء ، ويبقى المجال رحباً للتأمل والنظر في عالم الإنسان " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " .
د . رياض خليف الشديفات / المفرق /2020م








طباعة
  • المشاهدات: 514
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم