حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1110

الحنين الى الماضي

الحنين الى الماضي

الحنين الى الماضي

07-04-2020 01:20 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
هي صور قلبتها وانا في هذه الجلسة ، وهذا الحظر الذي نعيشه عنوة ، صور بعضها قديمة اعادتني الى سنوات خلت (ابيض واسود ) ، لكنها رغم قدم تفاصيلها الا ان بقيت برونقها ذات بهجة ونقاء ، واخرى ملونة بالوان فرح تلك الايام ، هو ماضي عشناه بحلو ايامه ، بطيبة اهله ، بنقاء جوه الاسري والعائلي ، بهدوء ربيعه الذي طالما انتظرناه ، لنلهو ونلعب بفناء البيت ، صغار كنا ، لا نعرف للهم معنى ، ولا للخوف طريق ،تجمعنا محبة ، تلفنا بهالة فرح لا تعرف حدود للزمن ، فآفاقها لا محدودة .
كبرنا وكبر الالم ، وكبرت حتى الجغرافية والعالم من حولنا ، ( اسميا ) ، الا انه فعليا غدا قرية صغيرة ، تعلقنا باجهزة صغير ة ، قدموها لنا ، لا ليسعدونا ، بل ليوجهوا عوالمنا الى اينما ارادوا ، (هي سياسات رسمت للاجهاز علينا ) اجهزة تلفون ، او كمبيوتر ، تفتح لنا الافق ، الذي رسموه لنا ، وسمحوا لنا بالتجوال في ثناياه ، وكأنما ما يحدث في اخر العالم ، وابعد نقاطه ، نحن معنييون به رغم انوفنا ، كانما هو في الغرفة المجاورة او في في حينا ، او في المنطقة المجاورة لنا .
نعم باتت همومنا كبيرة ، والمنا اكبر واكبر ، باتت الايام تترى وتمضي ، ولا معنى لها ، هي تشبه بعضها ، تخلو من اي نكهة. ، اصبحنا نحنو الى رغيف امي وخبزها. ، والى زيتنا وزعترنا ، برائحته وطعمه المغموس بطيب النفوس ، والمعطر بالمحبة والالفة ، اصبحت قلوبنا تحن لفرحة قدوم الربيع والازهار تختال فوق السفوح والروابي باقحوانها وجوريها ، تحن لرائحة القيصم والبابونج والنعنع ، اشياء واشياء كنا نراها عادة وعادية ، لم نتوقع بان ياتي هذا اليوم الذي كبرنا فيه وكبر ت اجيال بعمر زهور الوطن ، قبل اوانها ، ترى هل كانت حاسبة الايام سريعة الى هذا الحد ؟ هل كانت دورة الطبيعة ، تسير بنا الى عوالم تجهل المستقبل ، وترغمنا على دخوله رغما عنا ؟ ، رغم ما هيئ به من اختراعات وتقدم ونهضة وضعت العالم بالمطلق في يد كل منا . اشياء وذكريات ، كم اتوق الى عودتها ، ببساطتها وبساطة من كانوا ابطالها ، بامكانها الرائعة ، بسحر ارضها ونقاء اجوائها .
لا ادري ماذا انتابني ، ترى هل ما نمر به اليوم ، من فتك هذا الوباء. ، وهذا الفايروس ، ( كورونا). وفي ضوء الكم الهائل ، ومع ما وصلت له الدول الكبرى من تقدم ، وسباق تسلح ، ورعب نووي ، وتقدم اقتصادي مهيب، وحسابات ذات ارقام فلكية ، وغنى فاحش ، و فقر اوحش ،
في وجه كل هذا الجبروت ، وفي زحمة التكنولوجيا والعولمة ، وتقارب المسافات و الدول ، وصرعاتها المريرة التي وقعنا نحن ضحية لها ، يشرع هذا الوباء الباب على مصرعيه ، ويقف الكل عاجزا عن ايقافه ( او هذا ما تود الدول الكبرى الايحاء به. ) ، وقد تغلغل في ادق تفاصيل حياتنا ، بل ودخلها بلا استئذان ، واكل الاخضر واليابس ، ربما هي حلقة من حلقات الحروب ، التي اتخذت اسماء ومصطلحات ، وانفقت عليها المليارات ، الا انها اليوم وقفت عاجزة ( او انها تدعي العجز ). باتت مكتوفة الايدي ، نرى دولا كبرى ، رسمت معالم ايامنا ، تحكمت بسياسات العالم ، كانت على الدوام سيدة المواقف وحتى موقفنا ( شأنا ام ابينا. )، تأمر وتنهي ، وعلينا ان نذعن لها ، ( السمع والطاعة ) ، ولكنها اليوم ، تقف عاجزة ، عن مواجهة فايروس لا يرى بالعين المجردة ، خلف الدمار ، فتك بالانسانية ، اجتاح العالم ، الغى معه الجغرافية والسياسة والاقتصاد والاجتماع ، الغى كل ما درسناه في علم العلاقات الدولية ، اهو وضع خطط له ان يكون عنوانا للمرحلة ؟ اهي سياسة دول صاغتها مؤسساتها ، لكنها لم تستشرف الى ماذا ستؤول هذه السياسة ، ام هي حرب من نوع جديد باتت ويلا على من صاغ بنودها وخطط لها.
احن الى الماضي ، الذي خلى من هذه التكنولوجيا ، من عولمتها ، من صراعاتها ، احن الى راحة. العقل والقلب ، والى رائحة الخبز ، بقمحه الذي تقف سنابله شامخة في سهول وطني ، احن لماض ، ذهب بحلوه ، ببركة ايامه ، وبطيب قلوب اهله .








طباعة
  • المشاهدات: 1110
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم