09-04-2020 10:29 AM
بقلم : د. حسين العموش
فجأة صار الناس أكثر وداعة، وأكثر ألفة، وأكثر دفأ.
فجأة حدثت تحولات اجتماعية غاية في الروعة، غاية في التقدير والاحترام، ما هو الجديد الذي قلب الأمور رأسا على عقب.
الجار يتفقد جاره، الأخ يتصل بأخته مطمئنا عليها وعلى أولادها وزوجها، بعد أن كان تواصله معها مقتصرا على الأعياد والمناسبات، من باب تأدية الواجب فقط.
الابن يتفقد والديه، يبلي بلاء حسنا للحصول على تصريح يدخله إلى بيت الوالدين ليقبل رأسيهما بكل حب وحنان العالم.
ماذا جرى؟ هل كنّا بانتظار الجائحة لتخرج عاطفتنا على من نحب؟ هل كنّا بحاجة إلى هذه الجائحة لنكون أكثر دفأ وأكثر حبا ووداعة؟.
قد يقول قائل انه سلوك طبيعي، أقول نعم، لكن طيبة الأردنيين ومحبتهم لبعضهم البعض، وصفاء قلوبهم، ونقاءها كانت ولا زالت مضرب المثل.
فلماذا، لا نمارس عواطفنا ومحبتنا لبعضنا البعض إلا في ظروف وأحوال استثنائية، فالعلاقات الإنسانية تتغذى على التواصل والحب.
حبنا لبعض، وخوفنا على بعض متأصل بِنَا قبل اقتحام هذا الوباء إلى العالم، وقبل أن يطرق باب الأردنيين الموصد في وجه الشر والوباء.
لا شك أن الجائحة التي أزالت الستار عن عواطف الأردنيين تستحق منا على بشاعتها ولؤمها الشكر والثناء، بل وقبلة على جبينها البشع.
فشكرًا للوباء الذي أماط اللثام عن أفواهنا، لنرفع سماعة الهاتف ونتصل بأحبائنا.
شكرًا للجائحة التي جعلت من الابن أو الابنة يحفظ رقم هاتف الوالد والوالدة، ليتصل بهما كل ساعتين، بعد أن غفل عنهما لأشهر أو ربما لسنوات.
معدن الأردني مصنوع من الذهب،لا أغالي ولا أنحاز، ولا أجمل صورتنا أمام العالم.
الأردنيون أو «النشامى «وفق الوصف العربي للأردني لا يحتاجون مني إلى شهادة، غير انه يجب أن نبرز مكامن العمل الإيجابي الذي يستحق التقدير، مثلما نكشف مكامن الخلل إن وجدت.
حمى الله الوطن، ليبقى عزيزا، مرفوع الرأس دومًا، بقيادته وبشعبه وأبنائه