12-04-2020 08:02 PM
بقلم : خبير المصرفي عدنان ابو قاعود
استقبل العالم العام الجديد 2020 زائر خفي وهو فايروس كورونا القاتل والذي أبى الا ان يزور كل الدول مبتدأً من الصين كدوله عظمى ثم انتقل بالتدريج خلسه لباقي دول العالم منها دول كان زائر ثقيل الدم عليها ومنها دول كان زائر خفيف الظل على الاقل لحد الان .
اقول زائر ثقيل الدم لانه اربك النظام الصحي في الدول التي زارها وشل حركة الطيران وجمد الاقتصاد وعطل التجاره وهبط سعر النفط ورفع سعر الذهب وانهارت البورصات واوقف عجلة الانتاج واستنفر الجيوش وحد من الحركه والزم الشعوب بيوتهم .. اي انه اثر على مفاصل حياة الشعوب واقتصاديات الدول .
ونظراً لهذه التاثيرات الكبيره والشاملة سيحتاج العالم وقت طويل ليتعافي من اثرها وكل دولة حسب شدة تاثرها بهذا الفايروس وحسب حجمها ومتانة اقتصادها .
ونحن بالاردن والحمد لله وبحكمة القياده الهاشميه تم اتخاذ اجراءات استباقيه لمواجهة انتشار هذا الفايروس القاتل واتخذت الحكومة من خلال مؤسساتها وأذرعها مثل البنك المركزي والضمان الاجتماعي قرارات جريئه وبالوقت المناسب للحد من الاثار الاقتصاديه على القطاعات المختلفه لتمكينها من المحافظه على موظفيها ودفع الرواتب وتثبيت الشركات الصغيرة والمتوسطة وتبعها امر الدفاع رقم 6 .
ومع ذلك وعلى المستوى المحلي فالاثار التفصيليه ستظهر لاحقاً وسيكون تاثيرها سلبي وشامل على كافة القطاعات وبنسب مختلفه والاكثر تاثراً هي قطاعات السياحه والسفر والطيران والخدمات، والحكومة وبالتشاور مع النقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة تدرس الان خيارات وبدائل وتستعد بالقريب العاجل لاتخاذ قرارات اقتصادية ليس لحل كل المشاكل بل لتخفيف اثر الازمه العالمية على القطاعات المختلفة لمساعدتها على اعادة وتيرة العمل والانتاج حتى لا نقع في ازمات اخرى مثل زيادة الفقر والبطاله وزيادة العجز بالموازنه وزيادة المديونيه .
الحكومه وبامانه تبين انها كانت تقوم بدورها وما هو مطلوب منها قبل الازمه بتوفير المخزون الاستراتيجي من السلع الاساسيه وتعمل ما هو مطلوب منها خلال الازمه بمصداقيه وبمهنيه وبتناغم بين مؤسساتها لمواجهة هذه الجائحه وظهرهذا التناغم باكثر من موقف ، والان جاء دور القطاع الخاص ليقوم بالدور المطلوب منه مثل الشركات المساهمه العامه وشركات التعدين وشركات الاستيراد والتصدير وشركات المقاولات والبنوك والنقابات وشركات الاسكان وشركات الاتصالات والمستشفيات الخاصه واصحاب الثروه المعروفين ليقفوا مع الوطن والذي هو وقوف مع الذات عن طريق التبرع للحكومه بمبالغ تتناسب مع حجم تصنيفها وموجوداتها وميزانيتها وارباحها وثروتها ، لان هذه الاطراف جميعها عملت وكسبت وربحت وعظمت من ثروتها في ظل اوضاع اقتصاديه وسياسيه وامنيه مستقره امنتها الحكومة، والان جاء دورها لمساعدة الحكومة في هذه الازمه غير المتوقعه للعوده للاوضاع الطبيعيه ، اي بعباره اخرى رد الجميل للوطن وقيادته وابناءه وهو واجب وليس منه .
وبتعافي الوطن والمحافظه على وجوده وبالعوده للاوضاع الاقتصاديه قبل الازمه وبالاستفاده من الازمه بجعلها فرصه ستستمر هذه الجهات باعمالها وتحافظ على وجودها وتعاود الكسب والربح وتسترد ما تبرعت به مع الوقت ، وعكس ذلك ستنهار اقتصاديات الدولة وتنهار الشركات – لا سمح الله - وهذا ليس من مصلحة احد . لذلك اقول ان الوقوف مع الوطن هو وقوف مع الذات ، وباختلاف الاوضاع تختلف الاهداف وليكن هدف الشركات والتجار بهذه الفتره هو كسب الوطن وليس الربح لان كسب الوطن هو الوجود والاستمرار والربح كله .
وكما كان الاردن من اول الدول استعداداً لمكافحة هذا الوباء سنكون بتضافر وتعاون وبتضحية الجميع وباشراف من جلالة الملك من اول الدول التي تتعافي باذن الله ونكون المثل امام دول العالم .. حمى الله الاردن وقيادته وشعبه .
Adnanabuqaoud@exba.org
info@exba.org