14-04-2020 04:08 PM
بقلم : د.زياد عبد اللطيف البطوش
قبل الشروع في البحث عن إجابة للسؤال المطروح وطنيا هل أننا كمجتمع أردني وحكومة وطنية وسياسات تشريعية سنستفيد من العديد من الظواهر الاجتماعية التي ظهرت أثناء معايشتنا لجائحة الكورونا؟ كان لزاما علينا أن نأمل بانتهاء هذه الجائحة بأقل الخسائر وأن نتشبث بحلم العبور الأمن منها، على الرغم من عدم الثبات على تفسير واضح للآن عن حقيقة ظهورها ومصدرها ، وهل الهالة الإعلامية التي رافقتها مبررة أم لا ؟ لكننا نأمل ونتمنى انتهاءها عما قريب...
وعودة إلى سؤالنا هل ما رافق هذه الجائحة من ظواهر اجتماعية إيجابية قابلة للبقاء والتطور بعد أن ثبت إمكانية الاستفادة منها، وثبت أيضا أننا كنا قادرين على التغيير لكثير من أنماط السلوك الاجتماعي في مجالات مختلفة كالتعليم والإدارة والمعيشة اليومية والثقافة والعادات، وحتى الروابط الاجتماعية، إضافة الى ما نشهده اليوم وبشكل متسارع و وتيره تصاعديه من تغيير في الإدارة المؤسسية العامة للدولة: حكومة، وقوات مسلحة، ودوائر عامة.
إن انشغال الجميع بما بعد الجائحة والسؤال عن حال العالم بعدها ليس مهما أمام السؤال الذي يجب أن يلفت انتباهنا إليه، وهو هل يمكن البناء على هذا النمط في مواجهة واستشراف المستقبل لمجتمع سيدخل مستقبلا مع العالم أجمع إلى ما يسمى مجتمع المخاطرة؟ فجائحة كورونا ليست الأخيرة، بل نحن قادمون على مخاطر وأزمات لا متناهية، وخصوصا بعد أن أصابنا نوع من التشكيك في التقدم العلمي الذي انبهرنا به حتى وقت قريب. والآن أصبح العالم عاجزا عن مجابهة هذا الفيروس، وكذلك التشكيك في كثير من القوى العظمى التي تتساقط تباعا أمام هذه الجائحة، حتى وصل إلى النظام التعليمي القائم الذي ظننا أننا وصلنا مراتب متقدمة فيه على مستوى العالم.
وكما نعلم جميعا فإن الاحساس بالخطر دافع قوي نحو التغيير الايجابي الذي يبحث عنه مجتمعنا .. فهذه الجائحة لن تفني العالم ولا حتى غيرها ولا حتى بقنبلة نووية، كما عبر عنها الروائي الإسباني زافون في وقت ظهور الأسلحة النووية. فمجتمعنا بحاجة إلى العزم في بناء الإنسان والاستثمار في المجالات الأساسية التي تضمن له الاستمرار وتمثل عنوانا للسلوك الأمثل والقدوة والأنموذج للأجيال المقبلة.. وهنا يجب ألا ننسى دور الاعلام في توجيه الرأي العام إلى مثل هذا السؤال الذي يخدم مجتمعنا ووطننا بالإجابة عليه.
وأخيرا لا ندّعي زورا إن قلنا إننا إذا ضمنا المرور الآمن إلى مجتمع ما بعد جائحة كورونا، ولم تغير هذه الجائحة من شيء فينا، فيجب أن تكون لنا قناعة تامة بأن الفيروسات متجذرة في عقولنا و ذواتنا...