14-04-2020 07:18 PM
بقلم : غسان سمارة
البشر هم كائنات اجتماعية ، ومضمون الحياة الاجتماعية لأي شخص هو واحد من أهم التأثيرات على الصحة العقلية والبدنية للفرد ، بدون علاقات إيجابية ودائمة ، يمكن أن تنهار العقول والأجساد.
يبدأ الأفراد حياتهم وإصرارهم على البقاء ، على جودة علاقتهم مع مقدم الرعاية الأساسي في مرحلة الطفولة ، وعادة ما تكون ألأم في هذه الحالة إلى أن يمر بمراحل الحياة الأساسية وانتهاء بالأولاد و الأحفاد و الأصدقاء ، إن استمرار البشرية يعتمد بشكل شبه كامل على القدرة على التعايش الاجتماعي ، وقضى البشر معظم حياتهم في تاريخ البشرية ، في تشكيل مجموعات صغيرة حيث كان كل فرد يعتمد على الآخرين للبقاء على قيد الحياة.
مؤخرا غيرت التكنولوجيا طرق تفاعل الناس مع بعضهم في حياتهم اليومية ، لكنها لم تؤثر على الحاجة الأساسية لتشكيل روابط داعمة مع أشخاص آخرين، بل من الممكن أنها سمحت لوجود قنوات جديدة للتواصل بين البشر و بناء مجتمعات جديدة و تسمى "المجتمعات الافتراضية".
كيف يمكنني تحسين حياتي الاجتماعية؟
إن فهم كيفية إقامة اتصالات داعمة بين الأفراد من خلال أي وسيط هو جزء أساسي من الحياة، ويستفيد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم بشكل خاص من تنمية شبكة قوية من الروابط الاجتماعية، ليستطيعوا ملئ الفراغ الذي تسببه الوحدة.
يتمتع الناس اليوم بحرية بناء فئتهم الاجتماعية الخاصة سواء عبر الإنترنت أو خارج الإنترنت ؛ قد تشمل دوائرهم الاجتماعية العائلة والأصدقاء والموجهين والأساتذة والمؤثرين الخ...
ويمكن أن تكون الروابط الاجتماعية عبر الإنترنت مصدرًا قويًا للدعم الاجتماعي والسعادة، خاصة للأشخاص المعزولين لأسباب جغرافية أو لأسباب أخرى.
ومع ذلك ، يبقى التفاعل المباشر و وجها لوجه هو الطريقة المثلى للاتصال بين البشر ، وأولئك الذين يقضون الوقت بين الأصدقاء والعائلة يبلغون عن مستويات أعلى من الرفاه من الأفراد ذوي الروابط الأقل "في الحياة الواقعية".
ختاماً يجب القول بأن أي شخص على هذا الكوكب قادر على امتلاك قدرات اجتماعية تناسب مجتمعه و من حوله، ولكن البعض لا يثق بقدرته على ادخال القبول اتجاهه في قلوب الناس، و يبقى يبتعد عمن حوله خوفا من الرفض إلى أن يبقى وحيدا و يمر به العمر، لا بل على العكس، كلكم قادرون على ايجاد أدوات تجعلكم محبوبين و مقبولين في أي وسط اجتماعي كان، فقط ثِق بأنك قادر.
غسان سمارة - باحث في العلاقات ألإنسانية.