15-04-2020 09:41 AM
سرايا - كتب علي عواد في صحيفة "الأخبار" اللبنانية: "أجل، إنه إنجاز لبناني جديد، لا نتحدث هنا عن أكبر صحن "حمص" أو عن خلطة أعشاب «سحرية» قُطفت من أعالي الجبال ليُصنع منها دواءً شافياً من كورونا، بل عن إنجاز حقيقي.
هو تطبيق ذكي، يسمح للدولة اللبنانية، في حال استخدمته، بتتبّع انتشار الفيروس وكبحه، من دون الحاجة الى فرض الحجر المنزلي على كلّ السكان.
اسم التطبيق Corona Map، أعدّه وسيم جابر، وهو باحث ودكتور في تكنولوجيا وفيزياء النانو في المعهد العالي للفيزياء في باريس، ومن تنفيذ وبرمجة المهندس حسين الموسوي، خبير استراتيجي في الأمن السيبراني ومدير شركة برمجة في بيروت.
بعد أن يتم تنصيب التطبيق على هاتف المستخدم، يقوم الأخير بالإجابة على عدد من الأسئلة الصحية المرتبطة بأعراض فيروس كورونا، كما يتم سؤاله عن اذا ما تواصل مع أفراد وفدوا من خارج البلاد أو كان عليهم أيّ من عوارض المرض.
ومن خلال تلك الأجوبة، يخلق التطبيق كود QR خاصاً بالمستخدم، وفيه كل معلوماته الصحية، الأمر الذي يسمح للجهات المختصّة مثل الأجهزة الأمنية والصحية، بالقيام بعملية مسح Scan للكود الموجود على هاتف المستخدم خلال مروره على الحواجز الأمنية، ما يسمح لهم بمنع أي انتشار للفيروس في الوقت الفعلي، كما يمكن إجراء ذلك أيضاً على مداخل المتاجر الكبرى وأماكن التجمّعات.
إضافة إلى ذلك، يمكن للتطبيق إخطار السلطات المعنية مثل وزارة الصحة أو الصليب الأحمر اللبناني، عن أية معلومات صحية أدخلها مستخدمٌ ما واعتبرتها خوارزميات التطبيق الذكية أنها بالفعل دليل على الإصابة أو الاشتباه في الإصابة، ليتم بعدها إرسال فريق طبي لمعاينة الحالة ونقلها إلى المستشفى إذا توجّب ذلك.
كل تلك البيانات يتم تجميعها في خادم Server للحصول على ما يُسمى بالبيانات الكبرى Big Data، والتي بالتعاون مع قدرة التطبيق على تتبّع المستخدمين جغرافياً طيلة الوقت، ستغذي بدورها خوارزميات ذكية تقوم بالتنبؤ عن احتمال إصابة شخص بالوقت الفعلي. بمعنى آخر، إن تم استخدام التطبيق من قبل جميع السكان، وبما أن البيانات الصحية وعملية التتبّع الجغرافي للمستخدم موجودة بالفعل، يمكن للسلطات المعنية، رصد احتمال إصابة مواطنٍ ما، بعد أن تواجد بالقرب من مواطن مصاب أو مشتبه في إصابته بالفيروس، ما يعطي السلطات المعنية الأسبقية لمواجهة الفيروس وجعله متأخراً دائماً بخطوة أمامها".